رام الله-المحرر- شمس إعبية- في كل صباح لا يحمل الطالب الفلسطيني حقيبته فحسب، بل يحمل على ظهره الحواجز العسكرية، وأسلاك التفتيش، وقلق التأخير، وخوف الاعتقال.
على الطرق المؤدية إلى جامعة النجاح الوطنية في نابلس وجامعة بيرزيت شمال رام الله وطرق الضفة الغربية، يتكرر مشهد الانتظار المرهق عند الحواجز، ويتحول التعليم إلى رحلة محفوفة بالمخاطر اليومية.
تقول مايا سمارة ، طالبة في كلية الهندسة في جامعة بيرزيت، والتي تقيم في بلدة اللبن الغربية بمحافظة نابلس”أعيش يوميًا مع احتمال التأخير على الحاجز، في بعض الأيام نُحتجز لساعات، ويُفتَّش حقائبنا دون أي مبرر. ذات مرة، أوقفني جندي بسبب كتاب أحمله عن التاريخ، وكأن القراءة أصبحت تهديدًا!”.
وتضيف “هذه المضايقات أصبحت جزءًا من روتيني اليومي، لكنها تترك أثرًا نفسيًا ثقيلًا لا يمكن تجاهله”.
أما آيات لامي ،طالبة في كلية تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي في جامعة النجاح الوطنية، وتسكن في محافظة سلفيت، تقول “مع إغلاق حاجز حوارة ، نُجبر على اتخاذ طرق بديلة مع وجود الحواجز والانتظار لساعات عديدة، نصل متأخرين بعد انتهاء المحاضرات، هذا الواقع يجعلنا في حالة توتر دائم.”
وتضيف”بعض زملائي توقفوا عن الحضور المنتظم خوفًا من الاعتقال أو الإذلال، خاصة في الأوقات التي تشهد توترًا ميدانيًا”.
بدورها، تؤكد الدكتورة عبير طوقان أستاذة علم الاجتماع في جامعة النجاح أن الحواجز العسكرية تشكّل عائقًا نفسيًا وجسديًا أمام حق الطلبة في التعليم، قائلة”حين يُعامل الطالب كخطر أمني وهو في طريقه إلى الجامعة، فإن هذا لا يؤثر فقط على تحصيله العلمي، بل ينسف شعوره بالكرامة والحرية”.
وتلفت إلى أن هذا الواقع يُدخل الطلبة في دائرة من الضغط النفسي المستمر، ويؤثر على مشاركتهم الأكاديمية، وعلى طموحاتهم المستقبلية، مشيرة إلى أنه في ظل الاحتلال، يتحول الطريق إلى الجامعة إلى معركة يومية بين الحواجز والخوف والانتظار.
ووصل عدد الحواجز والبوابات الحديدية التي نصبها جيش الاحتلال في الضفة الغربية إلى 898 حاجزا عسكريا وبوابة، منها 18 بوابة حديدية منذ بداية العام الجاري 2025، و146 بوابة حديدية نصبها الاحتلال بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان.