رام الله- المحرر-هديل أبو ريال– وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الأسابيع الأخيرة محور “موراغ” جنوب قطاع غزة، في خطوة تشير إلى استعدادات عسكرية طويلة الأمد للسيطرة الكاملة على مدينة رفح.
ويمتد المحور الجديد من كيبوتس صوفا على الحدود الشرقية حتى شارع الرشيد غربًا على شاطئ البحر، بطول يقارب 10 كيلومترات، ويتراوح عرضه بين 500 متر إلى كيلومترين، مما يسمح للجيش بـ”تحكم تشغيلي أفضل وأكثر أمانًا”، بحسب ما نقلته صحيفة “يديعوت أحرونوت”.
ويأتي العمل على استكمال هذا المحور العسكري ضمن استراتيجية أوسع لتوسيع المنطقة العازلة على طول حدود قطاع غزة. وتشير تقارير إلى أن المنطقة العازلة الجديدة ستمتد من محور فيلادلفيا على الحدود مع مصر، حتى مشارف محافظة خان يونس، لتشمل بذلك كامل مدينة رفح، أي ما يعادل نحو 20% من مساحة القطاع.
ويستند جيش الاحتلال في خطته إلى دروس مستخلصة من محور “نتساريم”، الذي استخدم سابقًا لفصل مدينة غزة عن شمال القطاع، في إطار محاولة لعزل مناطق القتال وتقسيم القطاع إلى مربعات أمنية منفصلة.
وبحسب ما أفادت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، فقد شرع الجيش الإسرائيلي منذ أسابيع بإصدار أوامر إخلاء جماعية لسكان مدينة رفح، فيما أظهرت خرائط الإخلاء الأخيرة توسع المناطق المحظورة لتشمل أجزاء كبيرة من جنوب القطاع، لا سيما المنطقة المحددة ضمن مشروع محور “موراغ”.
ولا تنذر التطورات الميدانية في غزة بحسن نوايا من قبل حكومة الاحتلال، إذ تتزامن عملية التوسع جنوبًا في رفح مع عمليات عسكرية مشابهة شرق وشمال القطاع، أسفرت عن سيطرة القوات الإسرائيلية على مساحات واسعة، في إطار خطة واضحة لتقليص مساحة القطاع وتنفيذ استراتيجية ذات أبعاد خطيرة.
ويأتي ذلك وسط استمرار القصف، والتجويع الممنهج، واستهداف المدنيين، بمن فيهم الأطفال، ما يعمّق من معاناة السكان ويثير المخاوف من كارثة إنسانية متفاقمة.