رام الله-المحرر-ياسمن خليل ونورة راضي-تعمد سلطات الاحتلال الاسرائيلي إلى استهداف الصحفيين خلال تغطية الأحداث الميدانية وقمع المسيرات السلمية، في محاولة منها لطمس الرواية الفلسطينية، واخفاء الحقيقة، والحيلولة دون نقلها للعالم.
وتأتي هذه الممارسات الاحتلالية المخالفة للقوانين الدولية لعرقلة دور الصحافة الفلسطينية من الوصول الى الحقيقة بمصداقية. ويدفع الصحفيون ثمناً غالياً أثناء مُمارستهم لعملهم، والشواهد كثيرة لا سيما ما تعرض له الزميل الصحفي معاذ عمارنة الذي فقد عينه اليسرى نتيجة إصابته برصاصة إسرائيلية.
ويروي الصحفي محمد راضي ما تعرض له من اعتداءات، حيث أصيب عدة مرات خلال تغطيته لقمع قوات الاحتلال للمتظاهرين في أماكن عدة بمحافظة رام الله والبيرة ولا سيما على أطرف مدينة بيتونيا بالقرب مما يعرف بمعسكر “عوفر”.
وقال راضي إن قوات الاحتلال أمطرت الصحفيين بحاولي (60) قنبلة غاز ما أدى إلى فقدانه للوعي واصابته في الوجه، بالإضافة إلى تحطيم آلة التصوير التي كان يستخدمها لتغطية الاحداث.
وأضاف أنه تعرض للاعتداء من قبل قوات الاحتلال في قرية كوبر بالقرب من رام الله خلال هدم منزل الأسير عمر العبد، حيث اطلقت النار عليه من مسافة صفر ما أدى إلى إصابته بالوجه ونزيف شديد نقل على إثرها إلى المشفى، حيث خضع لعملية جراحية لترميم أنفه المكسور.
وفي حادثة أخرى، تعرض الصحفي راضي إلى احتجاز لمدة (12) ساعة خلال تغطيته للمواجهات في محيط قرية النبي صالح شمال مدينة رام الله.
وفي سياق متصل، ذكر المراسل الصحفي جهاد بركات أنه تلقى اتصالا من أحد ضباط الاحتلال الإسرائيلي طالبه بعدم التواصل مع فضائية “فلسطين اليوم” التي حظرت سلطات الاحتلال الاسرائيلي عملها في الضفة الغربية.
وأضاف بركات أن قوات الاحتلال تستهدف الصحفيين بالضرب والشتم وإطلاق قنابل الغاز بين الكاميرات ورش المياه العادمة أثناء التغطيات الميدانية. وأشار إلى أن قوات الاحتلال أغلقت العديد من المؤسسات الأعلامية بحجة التحريض.
وفي السياق ذاته، ذكر الصحفي عصام الريماوي أنه تمت إصابته (14)مرة، حيث تعرض للاصابة على مشارف ما يعرف بمعسكر “عوفر” بالقرب من بلدة بيتونيا أثناء تغطيته للمواجهات فقام أحد جنود الاحتلال بإطلاق النار بشكل مباشر وتم إصابته بالكتف.
وأضاف الريماوي أنه تعرض لاصابة أخرى بالغة بالقدم أثناء تغطيته للمواجهات في قريه راس كركر، ما اعاق قدرته على المشي لمدة (15) يوماً. كما تم اعتقاله لمده ساعتين عقب تغطية مواجهات في قرية بيت سوريك شمال غرب القدس المحتلة، وصودرت الكاميرات منه.
وقال رئيس لجنة التدريب والتطوير ومنسق برنامج سلامة الصحفيين في نقابة الصحفيين منتصر حمدان، إن نقابة الصحفيين تأخذ على عاتقها الدفاع عن الصحفيين وحقوقهم على المستوى المعيشي وعلى مستوى تعرضهم للاعتداءات. وذكر حمدان أن النقابة تعمل على توثيق الانتهاكات وإعداد ملفات قانونية للمحاكم الدولية مثل قضية الصحفي ياسر مرتجى الذي استشهد برصاص قناصة الاحتلال في غزة.
وأضاف حمدان، أن النقابة تعمل مع اتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي للصحفيين لإدانة هذه الجرائم ورفعها إلى مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة. وقال إن النقابة توفر مساعدات مالية وعينية للصحفيين مثل خوذ ودروع وتأمين صحي وتغطية علاج الاصابات وتقديم تدريبات متخصصة لضمان سلامتهم.
وأوضح حمدان أن النقابة تعد برامج للدعم النفسي للصحفيين بالتعاون مع جامعات ومؤسسات محلية إضافة الى إصدار إرشادات للتعامل مع الضغوط النفسية من قبل الصحفيين، مشيراً إلى أن النقابة عقدت جلسات نوعية للصحفيين في مجال الضغوط النفسية والتفريغ النفسي إضافة إلى تقديم تدريبات متخصصة في هذا المجال.
وما زالت اعتداءات سلطات الاحتلال الاسرائيلي مستمرة بحق الصحفيين، لمنع نقل الوقائع والجرائم البشعة التي تمارسها بحق أبناء شعبنا وارضنا، من خلال المداهمات والاعتقالات والاعتداءات، ومنع وصول الحقائق حول طبيعة الاحتلال الوحشية الى العالم.