الأغوار-المحرر-آسيا مليحات-قبل ثلاث سنوات بدأت ظاهرة الرعي لجماعات إرهابية مسلحة غيرنظامية من المستوطنين يمارسون الرعي بالأغنام، بالإضافة إلى محاكاة النموذج البدوي الفلسطيني من خلال بناء الخيام المشابهة لمساكن البدو، ما أثار حالة من الصدمة والذعر في صفوف أبناء التجمعات البدوية خاصة في مناطق الأغوار التي أصبحت ساحة ساخنة من المواجهات اليومية بين الرعاة البدو والمستوطنين الذين يرتدون الزي العسكري والقبعة البيضاء ويمارسون الأرهاب في عز النهار.
يقول عطا مليحات وهو مسؤول إحدى التجمعات البدوية (عرب المليحات) الواقع في منطقة المعرجات شمال غرب أريحا إن المنطقة تشهد عدة اعتداءات للمستوطنين برفقة الجيش يتخللها ضرب وقمع للشبان، بالإضافة إلى الاعتقالات دون مبرر.
يذكر مليحات إحدى الاعتداءات على أبنائه ومحاولة سرقة أغنامه في وضح النهارقائلاً : اعتدوا على أحد أبنائي وحاولوا سرقة أغنامي في وضح النهار، مايحدث ليس فقط مواجهة يومية بل هو تطهير عرقي بحد ذاته”.
ويضيف”يحاولون اقتلاعنا من هذه الأرض بأية وسيلة كانت، في إحدى الأيام من شهر حزيران تم الإعتداء على الرعاة من بينهم أخوتي وأطفال قاصرون نجم عن هذا الإعتداء الذي كان يديره مجموعة من المستوطنين برفقة الجيش، عدداً من الإصابات المتوسطة والطفيفة وإعتقال خمسة من أبناء التجمع وزجهم في السجن دون خضوعهم للعلاج بالرغم أنهم كانوا يعانون من ضربات اطاحتهم بالأرض من شدتها”.
وينوه في حديثه إلى أن فرقة غير نظامية من الجيش تسمى( سباع الوادي) يرتدي أفرادها الزي العسكري ويمارسون القمع والاعتداءات بمختلف أشكالها .
ويبين أن هؤلاء “الجنود غير النظامين” يأتون إلى إحد الأودية ثم يجلسون مع المستوطنين ويحتسون الشاي ومن ثم يذهبون معهم إلى الرعاة ويبدأون بالقمع وممارسة سياسة الرعب من خلال لبسهم للأقنعة بهدف تخويف الأطفال والنساء ـ قائلا” نحن نواجه إعتداء ليلياً متكررا بشكل يومي، هذا الشيء لن يخيفنا لأننا نؤمن بعدالة الإله، وبإذن الله لن نجعلهم يحققون ماجاءوا من أجله”.
يتمثل الغرض المعلن من إنشاء البؤر الاستيطانية الرعوية في “حماية أراضي الدولة”. ولكن من الناحية العملية، فإن الغرض منها يتمثل في طرد التجمعات الرعوية والزراعية من أراضيها، سواء أكانت هذه الأراضي أراضي عامة أم خاصة، وتحويلها إلى أراضٍ يقتصر إمكانية استخدامها على المستوطنين وحدهم. لغرض تحقيق هذا الهدف يلجأ المستوطنون إلى وسيلة واحدة وهي العنف: العنف. وبالفعل، فإن البؤر الاستيطانية الرعوية قد تحولت على مدار السنوات الماضية إلى أشد البؤر عنفا في الضفة.
يقول منسق منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو الكاتب والباحث حسن مليحات أن وتيرة الاعتداءات الاستيطانية زادت ضد الشعب الفلسطيني بشكل عام، وعلى التجمعات البدوية بالأغوار بشكل خاص، وبرزت وسيلة الاستيطان الرعوي التي تعتمد على توظيف الثروة الحيوانية بهدف السيطرة على مساحات واسعة من الأرض، بحماية جيش الاحتلال وبدعم من حكومته.
ويضيف أن “البدو اليوم مهددون بالترحيل، وبإعادة هندسة وجودهم في المناطق المصنفة “ج” بالضفة الغربية، وخلق واقع جديد يعمل على زيادة عدد المستوطنين وتقليل عدد الفلسطينيين، وتحويل تجمعات البدو إلى معازل و”كنتونات”.
ويتابع: إنّ “البدو في فلسطين يواجهون الاحتلال ومستوطنيه”، مطالبًا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه التجمعات البدوية في الوقت الذي ترتكب فيه إسرائيل جرائم حرب وتهجير قسري بحق الأهالي .