رام الله-المحرر-أسيل عبد الله- على أرض منبسطة ممتدة على آلاف الدونمات، تقع قرية دير بلوط بمحافظة سلفيت وترابها الخصب يشكل سلة زراعية، فهي تشتهر بزارعة محاصيل الزيتون، والتين، والخضراوت البعلية وخاصة الفقوس والبامية والثوم وغيرها من الحبوب كالقمح. هي اليوم أصبحت محاصرة على مساحة ضيقة فيما يلتهم الاستيطان أراضيها، ويقف مواطنو القرية عاجزين أمام سياسة أمر الواقع الاحتلالية القائمة على مصادرة الأرض.
يشكو المواطن أحمد عبدالله من قيام جرافات الاحتلال بهدم منشأة له رغم حصولها على ترخيص” ويقول في تاريخ 1-8-2023 عملت الإحتلال على هدم منشِأة بمساحة 200م مربع رغم أنها مرخصة منذ العام 1977″، مشيراً إلى أن جزءاً من المنشأة عبارة عن سكن والجُزء الآخر منشأة تجارية. ويضيف”جرافات الاحتلال تعمدت تدمير خط المياه وتسوية المنشأة بالأرض”.
وتقع دير بلوط على مساحة تقدر بنحو(36) ألف دونم، غير أن الاحتلال سيطر على معظم أراضيها بعدة طرق، ولم يتبق من مساحتها سوى (13) ألف دونم لا تسيطر البلدية سوى على 744 دونماً فقط ، هي المصنفة ضمن أراضي (ب) بينما بقية الأراضي مصنفة (ج) ويمنع الأهالي من البناء فيها بقرار من الاحتلال. وكان الاحتلال صادر آلاف الدونمات لغرض توسيع المستوطنات المحيطة وكذلك لبناء جدار الفصل العنصري.
فقد صادر آلاف الدونمات لإقامة جدار الفصل العنصري، ونحو (20) ألف دونم محاطة بالمستوطنات من جهتها الغربية ويضنفها الاحتلال بأنها منطقة (ج) ويمنع وصول الأهالي إليها. يذكر أن مناطق (ج) تشكل نحو61% من أراضي الضفة الفلسطينية.
قال رئيس بلدية دير بلوط سمير قرعوش “تبلغ مساحة أراضي دير بلوط نحو(36) ألف دونم، لكن الاحتلال عمل على مصادرة أراضيها لأغراض استيطانية بعدة طرق وعلى عدة مراحل”.
وأشار قرعوش إلى أن مناطق “ج” تُعاني من مشاكل عديدة أبرزها عدم السماح لأي مواطن في البلدة من بنأء او استصلاح أو زراعة هذه المناطق، إذ يدعي الاحتلال بأنها أراض مملوكة له.
وذكر بأنه تم بناء مستوطنة في منطقة تُسمى “رأس العين ” ومنع الأهالي من اي بناء او زراعة الأرض حولها.
ونوه إلى أن الاحتلال يوجه إخطارات لمواطني البلدة كل فترة تشمل إما مصادرة أو هدما واستيلاء أو اعتبار بعض المناطق عسكرية يمنع الاقتراب منها.
ولفت إلى أن بعض الاخطارات تشمل إيقاف عمل أو هدم المنازل فأصبح هناك تخوفا لدى المواطنين بالشراء أو من البناء في هذه الاراضي، ولذلك انخفضت القيمة الشرائية لتلك الأراضي رغم جودتها العالية.
وأكد أن الاحتلال اقتلع منذ نحو سنتين مئات من أشجار الزيتون وهي تمنع المواطنين من الزراعة أو الدخول إلى أراضيهم إلا بتنسيق وبموجب تصاريح خاصة غير أن الاحتلال في ظل الأوضاع الحالية امتنع بشكل مطلق عن تقديم مثل تلك التصاريح ويمنع المواطنين من استصلاح أراضيهم.
دير بلوط تلك السلة الزراعية التي يلتهم الاستيطان أراضيها، مازال مواطنوها يصمدون في أراضيهم رغم تقلصها، وهم يتطلعون إلى مستقبل أجمل بعيداً عن الاستيطان وإجراءات الاحتلال الجائرة.