رام الله – المحرر- بيان بهاء الدين التميمي- وسط أطياف التاريخ، تفتح أبواب بيتٍ قديم ليكشف عن فندق يصحو وينام على أسرار الماضي، ومطعم يعزف على وتر الطهي بلمسة من التاريخ الأصيل، مزيج يثير الحواس ويأسر الضيوف.
يعد “لوكندة فرح” أحد أقدم البيوت في رام الله القديمة، داخل شارع دمشق، ويتميز بطراز معماري مختلف، عمره 120عاماً، تم ترميمه من قبل بلدية رام الله، وتم تشغيله كفندق سياحي أثري، يمزج هذا التحول بشكل جميل بين التراث الغني للحرفية الفلسطينية، ووسائل الراحة الحديثة، مما يخلق مساحة ترحيبية للزوار محلياً ودولياً.
يقول باسم حسيبا (27) عاماً القائم بالأعمال الإدارية لفندق”لوكندة فرح”، إن المكان يتجاوز المسؤوليات التقليدية كعمل، وأصبح بمثابة منزل آخر له، مشيراً إلى أنه من أقدم البيوت الموجودة في رام الله القديمة، إذ تم بناء البيت أول مرةعام 1840م، الى أن وقع زلزال وهدم جزء من المنزل، وقامت عائلة فرح المالكة للبيت بإعادة البناء في عام 1927م.
وبعد أن رحلت عائلة فرح من البلاد بقى المنزل مهجوراً، ولم يَكُن بالحُلة التي يجب أن يكون عليها كمكان أثري، ما جذب اهتمام بلدية رام الله وقامت بالعمل عليه كمشروع للحفاظ على الأماكن الأثرية والتراث الفلسطيني. وحيث تقوم بتشغيله شركة التطوير للسياحة, ومديرها الأستاذ ناصر عبد الهادي. وأكد باسم حسيبا أن البيت له بعد تاريخي ملموس ومُبهر بحجارته القديمة وبنائه الهندسي الجذاب.
كما أشار إلى أن تأثير البيت القديم يتجلى في جاذبيته وفريدته، حيث يُعَزِّز الجو العريق والراحة النفسية، تجمع بين الأصالة والتجربة الجديدة، ما يجعل الناس يتوافدون إليه بحثًاً عن هذا الطابع التراثي المميز.
يبدو أن المشاريع الحديثة لم تستوعب بشكل كاف جمالية الأماكن القديمة، وهذا يشير إلى أن فرص الاستثمار في مثل هذه البيوت القديمة تنجح بشكل ملموس بسبب عضق للناس لأصالة الماضي وعبق التاريخ.
تمتاز غرف الفندق بأسمائها إذ تحمل أسماء الأزهار الفلسطينية مثل “الليلك”، و”السوسن”، مع اطلالات على أحياء رام الله، بالإضافة إلى أنه يقدم وجبة الإفطار الفلسطينية المنتجة محلياً، كما يدعم الفندق المرأة الفلسطينية من خلال عرض وبيع منتجاتها وإنتاجهال التراثي من التطريز، والامر لا يقتصر على عمليات بيع وشراء بل يساهم الفندق في نشر وتعزيز الثقافة والهوية الوطنية.