مدير دائرة الإعلام في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أشار إلى نشاط دبلوماسي مهم لوقف العدوان
أجرى الحوار: مهران براهمة وصلاح كلاب
قال الصحفي علي السنتريسي مدير دائرة الإعلام في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إن الدبلوماسي الفلسطيني يعمل لخدمة القضية الفلسطينية وهو محاصر ومستهدف من قبل الاحتلال وأدواته.
وأشار في لقاء خاص مع “المحرر” إلى أن الدبلوماسية الفلسطينية شهدت خلال الفترة الأخيرة حراكاً نشطاً لوقف العدوان على شعبنا، منوهاً إلى أن لهذه الدبلوماسية تأثير ايجابي في تغيير مواقف عدة دول لصالح شعبنا. وفيما يلي نص اللقاء:
تهديد للنشاط الدبلوماسي
* ما دور الدبلوماسي على الصعيدين المحلي والدولي في الحرب على غزة؟
دور الدبلوماسي قوي جداً، أدى الرسالة لكن يتم استهدافه بشكل كبيرمن الاحتلال وأدواته للحيلولة دون إيصال رسالته، وهذا لا يقتصر على انحياز بعض الإعلام الغربي إلى جانب الاحتلال، بل أن دولاً وجماعات ضغط تابعة للاحتلال تهدد عمل الدبلوماسي الفلسطيني الذي يواجه احياناً مخاطرمثل تهديدهم من الطرد من بعض البلدان، فهناك نشطاء فلسطينيون وعرب في الولايات المتحدة هُددوا بطردهم من الوظيفة وسحب الجنسية وأصبحوا مهددين بالسفر، فكل من يعارض السياسة الصهيونية من رؤساء جامعات أُقيلوا وتم التحقيق معهم لأنهم سمحوا للطلبة برفع العلم الفلسطيني وتسيير تظاهرات تطالب بإيقاف الحرب والتعبير عن آرائهم، فكل من يساند القضية الفلسطينية يلاحق بتهمة “معاداة السامية”.
الدبلوماسي الفلسطيني محاصر ومستهدف، فكل سفير وكادر السفارة في مختلف الدول يقومون بواجبهم على صعيد تحشيد التظاهرات وعقد المؤتمرات الداعمة للقضية الفلسطينية والرافضة للعدوان الاسرائيلي على شعبنا، لكن ما تنفك “اسرائيل” وداعميها عن محاربة هذه الجهود بشتى السبل.
العمل ضمن القوانين الدولية
*هل القوانين التي تضعها بعض الدول الغربية تسهم في تقييد حرية الدبلوماسي الفلسطيني؟ولماذا تفرض العقوبات على الشعب الفلسطيني؟
الدبلوماسي يعمل ضمن قانون دبلوماسي دولي، والسفير الفلسطيني في أية دولة محكوم في القانون الذي يحكم العلاقة الدبلوماسية بين منظمة التحرير أو وزارة الخارجية مع هذه الدولة، وهناك نطاق محدود للعمل الدبلوماسي بعدم السماح له بالتحدث بحرية أو التنقل في الشارع لحشد تظاهرات أو إقامة مؤتمرات، هذه كلها تحكمها العلاقات الدبلوماسية والقوانين الدولية، ويحاول الدبلوماسي الفلسطيني الابتعاد قدر الإمكان عن مخالفة القانون في أي دولة وذلك بأقصى ما يمكنه من جهود أن ينظم التظاهرات، ومثال على ذلك سفيرنا في بريطانيا حسام زملط الذى أهان الاحتلال وأسكت الاعلام الغربي، ويخاطبهم بلغتهم ويتفوق عليهم بشخصيته الحضارية الراقية وسرعة بديهته، وجرأته الطاغية، في هدوء واثق ومنطق صاحب الحق، فقد رسم لنا صورة حقيقية دون تغيير للسفير الواعي المثقف الذي يمثل بحق قلعة حصينة للدفاع عن حق وطنه والقضية الفلسطينية.
ازدواجية المعايير
*كيف ترى المعايير التي تتخذها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لتطبيق العقوبات الرادعة على الجانب الاسرائيلى؟
إن المنظمات الدولية من الأمم المتحدة لمجلس الأمن وغيرها لم تلتزم بالقانون الإنساني الدولي بل وضعته على “الرف “فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ولقد شاهدنا كيف انقلب العالم أجمع لما حصل في أوكرانيا وأصدرت مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من خلال المحكمة الجنائية الدولية ودعت للقبض عليه.
أما بخصوص العدوان على غزة، فقد عُطلت جميع المنظمات الدولية وأصبحت جميعها لا تستطيع تحريك ساكن بقرار إسرائيلي وباستخدام الفيتو الأمريكي.
إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة
*ما الأساليب الدبلوماسية الحديثة المتبعة من قبل منظمة التحرير والدبلوماسية الفلسطينية لدعم القضية الفلسطينية؟
إن وزارة الخارجية تعمل بالتعاون مع نقابة الصحفيين واتحاد الكتاب الفلسطيني واتحاد المرأة والاتحادات الفلسطينية التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية بجهود كبيرة مع الأحزاب والقطاعات الشبابية والبرلمانية لتنظيم المؤتمرات وحشد المسيرات الداعمة للقضية الفلسطينية، هؤلاء يتواصلون مع النافذين في السياسة للتأثير على دولهم، ودفعها للتعاطي مع القضية الفلسطينية من خلال توفير أرقام واحصائيات وحقائق وإبراز استهداف الأطفال والنساء والجامعات والكنائس والمساجد في الحرب على غزة، وهذه جهود أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة.
تزييف التاريخ وخلق روايات كاذبة
*ما دور منظمة التحرير في الرد على تصريحات صهيونية متطرفة كقول”وزير مالية الاحتلال سموتريتش “لا يوجد شيء اسمه فلسطين وهو ليس إلا اختراع يعود عمره إلى أقل من 100عام؟
تهديدات قيادة الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل وأعضاء الحكومة الإسرائيلية وما يصدر عنهم من تهديدات للسلطة الفلسطينية وتهديدات بالحصار المالي، وعدم تسليمهم أموال المقاصة لتضييق الخناق على الشعب الفلسطيني وحكومته ليس الا سياسة ممنهجة لسحق السلطة، وانهيار النسيج الفلسطيني، وممارسة عمليات التهجير في الضفة وغزة وتسليح المستوطنين ابتغاء القتل والتعذيب الجماعي على أبناء الشعب، والسيطرة على أراضي المواطنين، هذه الحكومات والأشخاص الذين يمثلونها تصدر عنهم تصريحات يتم تداولها وهى خطيرة جداً.
هي محاولة تزييف للتاريخ وتكشف عنصرية حكومة الاحتلال التي تحاول انكار وجود الشعب الفلسطيني الموجود منذ الأزل، الحكومة الإسرائيلية تختلق روايات كاذبة تنكر وجود شعبنا يفندها التاريخ الذى يؤكد أن الشعب الفلسطيني صاحب هذه الأرض التي تمتد جذوره فيها الى أعماق التاريخ ولا يحتاج أصلا لأمثال سموت ريتش للتعريف بتاريخه الممتد منذ فجر التاريخ.
تأثير ايجابي للدبلوماسية الفلسطينية
*الدبلوماسية الفلسطينية بشكل عام إلى أين؟
تشهد الدبلوماسية الفلسطينية الممثلة بالخارجية والسفارات ومندوبي التجمعات والمنابر العالمية حراكاً نشطاً، يُشهد لها على العمل بكل قوة وكل جهد ونضال، ويُشهد لها بتأثيرها، فهنالك دول صوتت في السابق على قرار إيقاف إطلاق النار حيث امتنعت خمسون دولة، بينما في القرار الأخير على وقف إطلاق النيران امتنعت عشر دول فقط، وهذا ما يعكس آثار عمل الدبلوماسية في التأثير على القرار وتغيير وجهة نظر أربعين دولة صوتت لصالح وقف إطلاق النار، وهذا ما يدل على وجود تأثير كبير من خلال الصورة ووسائل التواصل والمنصات جميعها التي أثرت على المجتمع الدولي وهو بدوره أثر على حكوماته. ومثال على ذلك عندما رأينا شركة ملابس عالمية (Zara) استخدمت دعايتها بطريقة بشعة من أجل تسويق ملابسها قوبل بردة فعل المجتمعات في جميع العواصم الذين دخلوا فروع الشركة مستنكرين ذلك، وعبروا عن سخطهم لدعم الشركة للقاتل الإسرائيلي، هذا الفعل استفز كل الشعوب التي دعت إلى مقاطعة الشركات الداعمة للعدوان الإسرائيلي.