*عشرة شهداء داخل السجون خلال بضعة أشهر وشهادات مروعة حول أساليب حاطة بالكرامة والإنسانية
رام الله-غزة-المحرر-صلاح كلاب- عمر أبو مدللة (43) عاماً اعتقلته قوات الاحتلال في منطقة تفصل مدينة غزة عن المنطقة الوسطى، يروي مشاهد مروعة لعملية التنكيل والانتهاكات التي ترتبكب بحق الأسرى بعد أحداث 7 أكتوبر الماضي.
يقول أبو مدللة إنه تعرض للتعذيب والتنكيل خلال فترة اعتقال دامت لحوالي(52) يوماً، مشيراً إلى أن جنوداً للاحتلال تعمدوا جلب مدنيين اسرائيليين ليشاهدوا تعذيبهم عاريين.
ويضيف” جنود الاحتلال صوروا عمليات التعذيب والتنكيل، وسخروا منا”، مشيراً إلى تعرضه وزملائه لتعذيب نفسي وجسدي شديد، معتبراً حضور المدنيين الإسرائيليين وتوثيقهم للتعذيب بادعاءات كاذبة من الجنود بأنهم قتلوا واغتصبوا أقاربهم، أمراً مشيناً ومخزياً.
وكشف المواطن “ض.ح” (42) عاماً الذي أدلى بشهادته لمؤسسات حقوقية عن الأوضاع المأساوية التي تعرض لها وزملاؤه خلال فترة اعتقالهم، حيث كان يبدأ جيش الاحتلال في عمليات التنكيل بحضور المدنيين.
وكان بعضهم يحضرون كلابهم للنباح على الأسرى، وكانوا يصورونهم عبر تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي.
وتلقى المرصد الأورومتوسطي شهادات صادمة من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين الذين تم إطلاق سراحهم مؤخراً، إذ أكدوا أن جيش الاحتلال استدعى مدنيين إسرائيليين، يتراوح عددهم في المجموعة الواحدة من 10 إلى 20 شخصا، لمشاهدة عمليات التعذيب والمعاملة القاسية التي يتعرضون لها.
وأكد المرصد أن جرائم التعذيب والمعاملة غير الإنسانية التي يمارسها جيش الاحتلال تعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وحذر من إشراك المدنيين الإسرائيليين في مثل هذه الممارسات، معتبرا ذلك جريمة حرب.
في غضون ذلك تضمنت، شهادات معتقلات فلسطينيات أفرج عنهن مؤخراً بعد أن أمضين مدداً مختلفة من الاعتقال تعرضهن لممارسات قاسية تصل إلى حد التعذيب، بما يشمل ضربهن بشكل وحشي، وتهديدهن بالاغتصاب حال عدم الانصياع لأوامر الضباط.
تقول أماني سراحنة مسؤولة الإعلام في نادي الأسير الفلسطيني لـ”المحرر” إن حال الأسرى بعد السابع من أكتوبر أشد صعوبة مقارنة من أي وقت مضى، مشيرة إلى أن الإجراءات الاحتلالية بحقهم تهدف إلى سلب كافة حقوقهم والمس بكرامتهم وإهانتهم على وجه غير مبسبوق.
وتضيف “سياسة الاقتحامات المتكررة لأقسام الأسرى وقمعهم وعزلهم وفرض عقوبات بحقهم من الحرمان ومن زيارة العائلة وكذلك الحرمان من (الكانتينا)، وهذه الإجراءات طالت كافة الأسرى بمن فيهم الأسيرات والأطفال”، منوهة إلى أن الاحتلال بدأ بقمع الأسرى وتعذيبهم على نحوغير مسبوق إذ سجلت العشرات من الإصابات بين صفوف الأسرى والأسيرات الذين تعرضوا للاعتداء من قبل وحدات القمع وتنوعت سبل التنكيل ما بعد السابع من أكتوبر من تعطيش وتجويع، بالإضافة الى سحب كل مستلزمات الحياة الأساسية وعزلهم عن العالم الخارجي لغاية اليوم.
وحسب إحصائيات وزارة الأسرى فقد بلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال حتى تاريخ 2024/2/26 في سجون الاحتلال أكثر من 9000 أسير من بينهم (3984) معتقلاً إدارياً و(606) صنفوا كمقاتلين غير شرعيين من معتقلي غزة وهذا الرقم المتوفر فقط كمعطى واضح من إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي .
يشار إلى أن عشرة أسرى أعلن عن استشهادهم في سجون الاحتلال بعد أحداث 7 أكتوبر وهم: عمر دراغمة من طوباس، وعرفات حمدان من رام الله، وماجد زقول من غزة، وشهيد رابع لم تعرف هويته، وعبد الرحمن مرعى من سلفيت، وثائر أبو عصب من قلقيلية، وعبد الرحمن الجش من طوباس، والمعتقل عز الدين البنا من غزة، بالإضافة إلى الجريح المعتقل محمد أبو سنينة من القدس والذى استشهد في مستشفى (هداسا) بعد إصابته واعتقاله بيوم .
علماً أن الاحتلال كشف عن معطيات تشير الى استشهاد معتقلين آخرين من غزة في معسكر (سديه تمان) في بئر السبع لكنه يرفض حتى اليوم الكشف عن أي معلومات بشأن مصير معتقلي غزة ، كما اعرتف الاحتلال بإعدام أحد معتقلي غزة الى جانب معطيات تشير إلى إعدام معتقلين آخرين.
وتشير مؤسسات حقوقية وأخرى رسمية تعنى بأمور الأسرى إلى أن من أبرز الجرائم والسياسات والانتهاكات التي بلغت ذروتها بعد السابع من أكتوبر تسجيل وقائع مرعبة وجرائم وانتهاكات هي الأكثر خطورة منذ النكبة.
وكانت من أبرز هذه الجرائم التعذيب التي فرضت نفسها في معظم شهادات المعتقلين الى جانب التنكيل والضرب المبرح وتهديدهم بإطلاق النار عليهم بشكل مباشر والتحقيق الميداني معهم والتهديد بالاغتصاب واستخدام الكلاب البوليسية واستخدام المواطنين كدروع بشرية ورهائن عدا عن عمليات الإعدام الميداني التي نفذت بحق المواطنين خلال حملات الاعتقال وغيرها من الجرائم والانتهاكات الوحشية وعمليات التخريب الواسعة التي طالت المنازل ومصادرة مقتنيات وسيارات وأموال ومصاغ وإقدام الاحتلال على تصوير المعتقلين بعد اعتقالهم في ظروف حاطه بالكرامة والإنسانية.