نابلس-المحرر- اسراء رواجبة
يستعد المواطنون لاستقبال شهر رمضان المبارك في ظل استمرار حرب الإبادة والتجويع على قطاع غزة ووسط ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة في الضفة الغربية.
يقول التاجر يوسف أبو الحيات (67) عاما من مدينة نابلس إن الحركة الشرائية تراجعت ولم يعد الحال كما العام الماضي، وعبر عن المشاعر الحزينة التي منعته من اقتناء البضائع الجديدة داخل محاله التجارية لبيع الملابس النسائية واختتم حديثه بالدعاء لأهالي القطاع .
ويقول الشاب علاء أحمد (33) عاماً صاحب محل لبيع المواد الغذائية إن الحزن الذي يسود البلاد وتردي الوضع الاقتصادي غيبا مظاهر الفرح بالشهر الفضيل، وأديا إلى تراجع الحركة الشرائية، مشيراً إلى أن المواطنين يشعرون بحياء من تناول الطعام في الوقت الذي يجلس فيه أطفال غزة جياعاً بلا غذاء ولا دواء.
ويشير المواطن محمد ياسين(40) عاماً والذي يعمل بائعاً متجولاً إلى عدم تزيين البيوت والشوارع ومظاهر الإنارة بأشكالها كافة، وقال إنه شهر مبارك بطعم الحرب والجوع، لكن المواطنين ملتزمون فقط بأداء الواجبات الدينية.
وعبر المواطنون عن عمق حزنهم وأسفهم الكبير لما يحدث في غزة من جرائم، متحدثين في الوقت ذاته عن صعوبة العيش في ظل تراجع مستويات الدخل.
وتشهد الأسواق تراجعاً كبيراً في الحركة التجارية وشوارع شبه خالية من الزينة الرمضانية، وسط مشاعر يسودها الحزن على حال قطاع غزة.
وفي حرب إجرامية يشنها الاحتلال من 7 اكتوبر الماضي، هجر نحو 80% من سكان غزة البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة ليصبحوا نازحين فيما مراكز الإيواء والخيم، فيما استشهد وأصيب قرابة 100 ألف مواطن.
وفي الضفة الغربية تعاني الحركة الشرائية من خطوات اسرائيلية تهدف لخنق الاقتصاد الفلسطيني منها: حرمان نحو 200 ألف عامل من التوجه إلى أعمالهم داخل الخط الأخضر، وبالتالي حرمان الأسواق المحلية من سيولة نقدية تقدر بنحو 1.5 مليار شيقل شهرياً، بالإضافة إلى استمرار الاحتلال في اقتطاع أموال المقاصة ما عمق من أزمة السلطة الوطنية المالية وحال دون صرف رواتب كاملة، وكذلك إقامة حواجز وحصار المدن ما أدى إلى عدم توجه فلسطينيي الداخل إلى أسواق الضفة وخاصة في شمالها.
يشير المواطن محمد الأسمر إلى أن الحركة التجارية تنشطت قليلاً خلال الأيام الأخيرة تزامناً مع صرف جزء من رواتب موظفي القطاع العام، لكنها تظل ضعيفة مقارنة مع سنوات سابقة، مضيفاً “غلاء الأسعار في ظل معطيات الحرب، وقلة فرص العمل، وعدم صرف رواتب كاملة، تلقي بظلالها على الحركة التجارية”.
تقول المواطنة اعتدال جميل(52) عاماً إن الأجواء مختلطة في البيت الفلسطيني، فالمواطنون عموماً ينظرون بخير وبهجة لحلول شهر رمضان المبارك، لكن آثار العدوان والظروف الاقتصادية تسلبهم الفرحة، وتمنعهم من تزيين البيوت والأماكن العامة.