*مدرسة النور الأساسية للمكفوفين في جنين تبذل جهوداً حثيثة لتأهيل ورعاية ذوي الإعاقة البصرية
نابلس-المحرر-نوار أبو الرب ولطفية أبو الرب- كانت الملاذ الوحيد وسط الظلمة التي يعيشها مكفوفو فلسطين، أنارت لهم دربهم ومكنتهم من السير في طريق البحث عن النور وسط الظلمة التي يعيشونها.
مدرسة النور الأساسية للمكفوفين، التابعة لجمعية تأهيل ورعاية الكفيف في مدينة جنين، وتحت شعار “بالتعليم ننير درب الكفيف”، كانت المدرسة الوحيدة في الضفة الغربية التي تسعى الى تأهيل ورعاية ذوي الإعاقة البصرية من حيث التعليم والتدريب والنهوض بواقع الكفيف في جميع المجالات.
تقول مديرة المدرسة سمر أبو الوفا إن المدرسة تخدم طلبة مكفوفين من أربع محافظات وهي: جنين، نابلس، طولكرم، وسلفيت، وفق نظام تعليمي مجاني مدعوم من قبل الجمعية والجهات الخيرية المعنية بدعم هذه الفئات، بالإضافة إلى توفير خدمة سكن داخلي أو “مبيت” للطلبة من خارج المحافظة لتسهيل حركتهم، والتقليل من أعباء التنقل عليهم.
تستقبل المدرسة الطلبة في المرحلة الأساسية من الصف الأول إلى الصف العاشر وفق النظام المختلط “ذكوراً وإناثاً”، سواء كانوا أكفّاء بشكل كلي أو جزئي.
ولفتت أبو الوفا إلى أنه يتم تعليم المنهاج الفلسطيني المتبع في كافة المدارس الحكومية، ولكن النظام التعليمي الخاص بهذه الفئة يكون وفق نظام بريل أو “برايل” اي نظام الكتابة الذي يمكن المكفوفين من القراءة دون استخدام حاسة البصر، إذ تُكتب الحروف رموزاً بارزة على الورق ما يساعدهم على القراءة بفضل حاسة اللمس.
وقد أكمل هذا النوع من الكتابة النقص الذي كان يعانيه نظامهم التعليمي، بأن صار الطلاب المكفوفون قادرين على القراءة والكتابة كغيرهم من الأشخاص العاديين وإن اختلفت الطريقة.
وقد تنوعت مشاركات طلاب المدرسة في المسابقات التي تقيمها وزارة التربية والتعليم بين مسابقات القصة القصيرة، والموسيقى، وحفظ القرآن، أو المسرح. وكانت تحصل المدرسة على مراكز متقدمة على مستوى التربية، بالإضافة إلى المبادرات التي تقوم بها في محاولة منها لدمج الطلاب بأقرانهم من الأطفال المبصرين، كان آخرها مبادرة “مواءمة المقاعد الدراسية”، والمكتبات داخل الغرف الصفية للطلبة ذوي الإعاقة البصرية.
تقول رائدة جردات معلمة الدراسات الاجتماعية في مدرسة النور والمشرفة على المبادرة إنه وتحت شعار” تحت بيئة صفية آمنة وجميلة” تم تنفيذ هذه المبادرة بدعم من مؤسسة إنقاذ الطفل وبرعاية وزارة التربية والتعليم في جنين، وبالشراكة مع مركز إبداع المعلم، منوهة إلى أنه تم إعطاء المعلمة دورة للعمل على هذه المبادرة .
وتضيف “قامت المبادرة على تصميم مقاعد دراسية تكون موائمة للطالب الكفيف، بحيث يكون المقعد بحواف مرتفعة تمنع وقوع الكتاب أو الطابعة (جهاز بريل)”.
استمرت المبادرة أربعة أشهر وانتهت بتسليم المشروع ضمن احتفال بحضور مركز إبداع المعلم ومديرية التربية والتعليم في المحافظة، وجمعية تأهيل ورعاية الكفيف، بالإضافة إلى الهيئة التدريسية وطلاب المدرسة.
ونوهت جرادات إلى أنها تعتبر المبادرة الأولى من نوعها منذ ١٧ عاماً، ولاقت نجاحاً كبيراً من بين المبادرات التي أُنجزت، وقد شارك طلاب الصف السابع والثامن والتاسع بإنجازها ولكن تم اختيار أربع طالبات من بين الصفوف الثلاثة لمناقشة ملف المشروع خلال الاحتفال، بحيث تضمن بحثاُ علمياً مكوناً من أربعة فصول.
وخلصت إلى أن ما يميز هذه المدرسة أن معظم كاردها التعليمي ينتمي لفئة المكفوفين،الأمر الذي يعتبر بمثابة تشجيع للطلبة للمثابرة للوصول لهذه المرحلة، إذ يجد الطالب أمامه نموذجاً لتجربة ناجحة، تنتمي للفئة نفسها بالرغم من الصعوبات التي واجهته أثناء مسيرته التعليمية أو المهنية ما يدفعه للمثابرة وإكمال مسيرته.