رام الله-المحرر-ساجدة أبو عصيدة- مع تسارع النمو الحضري والتوسع السكاني في محافظة رام الله والبيرة، يبرز موضوع إدارة النفايات كأحد التحديات التي تواجهها المنطقة. إن الزيادة السكانية والتوسع العمراني يضعان ضغوطًا هائلة على نظام إدارة النفايات، ما ينعكس بشكل واضح على الاقتصاد والمجتمع. يشهد القطاع تصاعدًا ملحوظًا في تكاليف جمع ونقل النفايات، بجانب التأثيرات البيئية والصحية السلبية الناتجة عن تراكم النفايات.
تضم محافظة رام الله والبيرة 71 هيئة محلية، بما في ذلك بلديات رئيسية مثل رام الله، والبيرة، وبيتونيا. تواجه هذه الهيئات تحديات كبيرة في جمع النفايات المنزلية ونقلها والتخلص منها، حيث يتم جمع حوالي 90-95 طنًا من النفايات يوميًا في مدينة رام الله وحدها، ويتم ترحيلها إلى مكب زهرة الفنجان في جنين. كانت تكلفة ترحيل النفايات حوالي 80 شيقلاً للطن في الظروف الطبيعية، لكنها ارتفعت إلى 139-140 شيقلاً للطن حاليًا، ما يشكل عبئًا ماليًا كبيرًا على ميزانية البلديات.
هذه الزيادة في التكاليف لا تؤثر فقط على الجانب المالي، بل تمتد لتشمل تأثيرات بيئية وصحية. تراكم النفايات يؤدي إلى انتشار الأمراض وتلوث البيئة، كما أن تراكم النفايات بسبب تعطيل الترحيل يعزز من مخاطر نشوب حرائق، ما يضيف أعباءً مالية وتشغيلية إضافية.
يُلاحظ أن تعطيل الترحيل لفترات طويلة، كما حدث لمدة عشرين يومًا، قد يتسبب في تراكم حوالي 2000 طن من النفايات. يتطلب إزالة هذا الكم من النفايات جهودًا كبيرة وأموالًا إضافية، ما يزيد من العبء المالي على البلديات ويؤثر على جودة الخدمات المقدمة.
أوضح المهندس خالد غزال، مدير دائرة الخدمات البيئية في بلدية رام الله، أن دائرته مسؤولة عن جمع وترحيل النفايات من جميع أحياء المدينة على مدار الساعة، سبعة أيام في الأسبوع إذ يتم جمع ما بين 90 إلى 95 طنًا من النفايات المنزلية يوميًا، ويجري ترحيلها إلى جنين باستخدام آليات قاطرة ومقطورة.
وأشار غزال إلى أن التكلفة الحالية للترحيل تصل إلى ما بين 139 و140 شيقلاً، بالإضافة إلى رسوم مكب زهرة الفنجان، ما يجعل عملية الترحيل عبئًا يوميًا على البلدية. ونوه إلى أن تراكم النفايات يمكن أن يؤدي إلى حرائق مكلفة وصعبة الإطفاء، مثل حريق استمر أسبوعًا قبل السيطرة عليه، ما تسبب بكارثة بيئية. وأكد غزال أهمية البحث عن تكنولوجيا تتناسب مع دخل البلدية لتقليل تكاليف التخلص من النفايات.
ونوه حسين أبو عون، المدير التنفيذي لمجلس الخدمات المشتركة لإدارة النفايات الصلبة في محافظة رام الله والبيرة، إلى أن المحافظة كانت تحتوي على حوالي 80 مكبًا عشوائيًا، وتم تقليص العدد إلى 50 مكبًا.
ولفت إلى أن ثلث مدن الضفة تعتمد على عملية الترحيل إلى مكب زهرة الفنجان بالقرب من جنين. وأشار أبو عون إلى أن المحافظة تفتقر إلى مكب صحي يخدم جميع الهيئات المحلية، وأن مجلس الخدمات المشتركة يسعى إلى إنشاء مكب صحي بتكلفة تقدر بحوالي 20 مليون دولار، ممولة من جهات مانحة فرنسية وألمانية.
وأكد أبو عون على أهمية المشروع الذي سيتضمن إنشاء محطات فرز في المنطقة الغربية والشرقية لتقليل التكلفة، بالإضافة إلى توريد معدات لعملية الفرز وجمع المواد المفروزة من المصدر، متوقعاً أن تسهم هذه المحطات في تقليل التكاليف التشغيلية بشكل كبير وتحسين إدارة النفايات.
تعتبر أزمة النفايات في محافظة رام الله والبيرة تحديًا اقتصاديًا وبيئيًا كبيرًا ما يتطلب استجابة متعددة الأبعاد تتضمن تحسين البنية التحتية، وتبني تكنولوجيا حديثة، وتعزيز التعاون المحلي والدولي.