الرئيسيةتقاريرأصحاب المحال التجارية في "بلاطة" يصرخون: المبيعات تراجعت أكثر من 70%

أصحاب المحال التجارية في “بلاطة” يصرخون: المبيعات تراجعت أكثر من 70%

نابلس- المحرر- هديل أبو ريال- يضطر بسام مرشود (48) عاماً صاحب محل لبيع الخضراوات في مخيم بلاطة إلى بيع بضاعته أحياناً برأسمالها تجنباً للخسارة وسط تراجع كبير لمبيعاته بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية للمواطنين.

ورغم أن الخضراوات تعدّ من أساسيات أي بيت فلسطيني، غير أن مرشود يؤكد أن مبيعاته تراجعت بشكل ملحوظ كونه كان يعتمد بنسبة 80% على الزبائن من خارج المخيم، ولم يعودوا يدخلونه بسبب تكرارالاحتلال لاجتياحاته للمخيم.

يقول مرشود “الخضراوات والفواكه تحتاج إلى البيع السريع وإذا لم تبع خلال يومين ستفسد، لذا اضطر أحياناً  إلى بيعها برأس مالها أو بخسارة خشية من تلفها”.

ويشكو أصحاب المحال التجارية في مخيم بلاطة من تراجع حاد في مبيعاتهم  بسبب حالة الكساد التي أصابت الاقتصاد الفلسطيني عموماً نتيجة تداعيات الحرب التي يشنها الاحتلال على شعبنا في غزة والضفة.

ويؤكد عدد من أصحاب تلك المحال  وهي من قطاعات مختلفة أن حجم مبيعاتهم بالمجمل تراجع بنسبة لا تقل عن 70%، مرجعين ذلك إلى عدة أسباب منها الاجتياحات المتكررة للمخيم، والحصار المفروض على محافظة نابلس، وكذلك تراجع مستويات الدخول مع ايقاف العمال من التوجه إلى أعمالهم داخل الخط الأخضر.

يوضح صادق رياحي (52) عاماً مالك محل لبيع المواد التموينية أن حالة الكساد السائد أصبحت تؤثر على قدرة التجار على الايفاء بالتزاماتهم المالية من شيكات وديون لصالح الشركات، ما ألحق به ضرر نتيجة تراجع المخزون التمويني وتنوعه.

ولم يقتصر الضرر على المحال التي تبيع مواد تموينية، فها هو عكرمة كعبي (39) عاماً ، صاحب محل حاسوب، يتحدث عن تراجع في المبيعات بنسبة تزيد عن 70%  ما يعكس الوضع الاقتصادي المتردي الذي يعيشه أصحاب المحال في المخيم.
ويبين يوسف (40) عاماً، صاحب صيدلية أنه حتى مبيعات الأدوية تراجعت بشكل كبير في ظل الأوضاع الراهنة، قائلاً”المواطنون كانوا سابقاً  يطلبون شراء الأدوية كاملة حسب ما تضمنته وصفة الطبيب، لكن حالياً أصبحوا يطلبون فقط شراء الأدوية  الأكثر ضرورة”.


يشرح عبد عيسى (24) عاماً الذي يدير ملحمة الجميل في المخيم ، بأنه تعرض لخسائر كبيرة بسبب إصابة الملحمة باضرار خلال عمليات تخريب لقوات الاحتلال التي اقتحمت المخيم أكثر من مرة، مشيراً إلى أن مبيعاته تراجعت إلى النصف خلال الفترة الأخيرة.

ولا يخفي عيسى إلى أنه يخطط لافتتاح ملحمة جديدة خارج المخيم، آملاً أن يسهم ذلك في تحسين ايراداته، لكنه في الوقت نفسه يشير إلى خطورة خطوة كهذه، كون

أنها ستزيد تكاليفه التشغيلية، باعتبار أن المخيمات معفاة من الضريبة وهذا ما يزيد مبيعات المحال فيها، لكنه خارج المخيم سيكون ملزماً بأجرة أعلى وبدفع ضريبة.

يقول بسام أبو حليمة (50) عاماً صاحب مطعم للمأكولات الشعبية في المخيم  إن نحو 75% من مواطني المخيم كانوا يعملون داخل الخط الأخضر، ومع توقف أعمالهم مع بدء الحرب على شعبنا وتعرض المخيم  لاقتحامات احتلالية متكررة ألحق ذلك ضرراً كبيراً بالحركة التجارية داخل المخيم،  ويضيف” في ظل الأوضاع الحالية تراجع عدد الزبائن، خاصة من القرى المجاورة، ما يزيد من الضغوط الإقتصادية”.
يتحدث لقمان عيسى (29)عاماً ،عن تأثير الاقتحامات على عمل واحد من أكبر المحال التجارية في المخيم، قائلا” منذ اندلاع الحرب شهد المتجر تراجعاً كبيراً في الحركة التجارية بنسبة تزيد عن 70%”.

ويعاني جلال الزبيدي (33) عاماً، مالك صالون حلاقة في بلاطة، من تداعيات الاقتحامات المتكررة، مشيراً إلى أن الاقتحامات أصبحت غير طبيعية، إذ يجد نفسه مضطراً لإغلاق المحل في أوقات غير متوقعة بسبب اقتحامات جيش الاحتلال ما يعيق عمله بشكل كبير.
ويبين الزبيدي أن الإقبال على المحل تراجع بشكل ملحوظ، حيث لم يعد يستقبل الزبائن من خارج المخيم كما كان في السابق، بل أصبح يعتمد حالياً على الأهل والجيران.

بدوره، ذكر عماد زكي الطيراوي، رئيس لجنة خدمات مخيم بلاطة، أنه رغم صعوبة تحديد أرقام دقيقة حول الدمار الذي لحق بالمحال التجارية نتيجة الاقتحامات، إلا أن هناك تقديرات تشير إلى تدمير 16 منزلاً بشكل كامل و162 منزلاً بشكل جزئي.

كما نوه إلى أن هناك 120 محلًا تجاريًا تعرضت لأضرار جزئية، بالإضافة إلى تدمير 6 مركبات كلياً وأكثر من 100 مركبة بشكل جزئي. ولفت إلى أن البنية التحتية أيضًا تأثرت بشكل كبير، حيث تم تدمير أجزاء من نظام الصرف الصحي والمياه والشوارع، ما أدى إلى تدهور الوضع العام في المخيم.

وأكد الطيراوي أن لجنة الخدمات تحاول القيام بإصلاحات جزئية، إلا أن الظروف الصعبة واستمرار عمليات الاقتحامات تعيق جهودهم في إصلاح الأضرار بشكل كامل.

وتستمر معاناة مخيم بلاطة اقتصادياً، طالما بقيت الحرب العدوانية على شعبنا مستمرة في الضفة وغزة. ويتطلع أصحاب المحال التجارية إلى وقف العدوان ما قد يشكل بارقة أمل لهم لتنشيط الحركة التجارية