رام الله – المحرر – يمامة ياسر حماد – منذ أكثر من عام، أغلقت قوات الاحتلال مدخل سلواد الرئيسي (المدخل الجنوبي) المحاذي لمستوطنة “عوفرا”، ما ولَّد كثيراً من المشاكل لأهالي البلدة والمنطقة الشرقية والشمالية من محافظة رام الله والبيرة، ومعها أصبح المواطنون المتجهون إلى اعمالهم في رام الله مرغمين لسلوك طرق بديلة أكثر طولاً ووقتاً، مما أدى الى ازدحام هذه الطرق.
ويقول موفق حماد (46) عاماً من سلواد، وهو يعمل موظفاً في منطقة أم الشرايط بالبيرة “اغلاق مدخل البلدة الرئيسي أثَّر بشكل كبير على أهل البلدة من عدة نواح، أولها التأخير المتكرر، إذ يضطر صاحب العمل خصم راتب الموظف دون أن يعذره، وثانياً التعب والإرهاق بسبب وضع الحواجز المستمرة لفترات طويلة من قبل الاحتلال الإسرائيلي”.
ويروي صهيب عبد الهادي (35) عاماً وهو سائق عمومي، أنه منذ إغلاق المدخل الجنوبي للبلدة، أصبحوا يعانون معاناة كبيرة في الطريق الشرقية (طريق يبرود)، الأمر الذي جعل سكان المناطق الشرقية والشمالية يسلكون الطريق نفسه، مما سبب أزمة خانقة.
ويشرح عبد الهادي “طريق الجلزون بها أزمة غير طبيعية، ما يجبرنا على سلك طريق جفنا وسُردا اذ ان مسافتها أطول، وبالتالي تستهلك سولارا أكثر”.
ويعاني المواطنون من الطرق الالتفافية، فأجرة المواصلات زادت بنسبة 15% بعد اغلاق مدخل البلدة الرئيسي في السابع من تشرين الثاني 2023.
وتروي سلسبيل كحلة (19) عاماً من بلدة رمون الطالبة في جامعة بيرزيت معاناتها أثناء مرورها من طريق بلدة سلواد، مشيرة إلى أنه عند وجود حاجز في مدخل البلدة الشرقي يضطرون الى الذهاب من طريق دير دبوان، اذ ان مسافتها أطول بكثير وأصعب، ما أدى الى تأخرها عن محاضراتها.
وتبين كحلة أنها من ناحية التكلفة “مصروفي كله بروح ع المواصلات”، عدا عن معاناتها من الناحية النفسية عند وجود حاجز على طريق سلواد فتقضي ساعات طويلة متعبة مع إجراءات التفتيش، وتصل الجامعة بنفسية سيئة”.
وتؤكد كحلة معاناتها من الأزمة إذ تعرضت المركبة التي كانت بها لحادث، وحسب وصفها أنه عند سلك الطرق الالتفافية تكون البنية التحتية للشوارع متهتكة وتجري أعمال إعادة تأهيلها، ما أدى الى تأثرها من وجود الغبار والأتربة واتساخ ملابسها، وأنهت كحلة قولها “الاغلاقات تؤثر علينا من كل النواحي مادياً ونفسياً وجسدياً، وأغلب وقتنا يذهب فقط على الحواجز”.
من جهته، يوضح رائد حامد (52) عاماً، رئيس بلدية سلواد، أن الطرق الجديدة أي طرق يبرود وعين سينيا غير آمنة، مقراً بأن هذه الطريق لا تصلح لسير المركبات، ولكن للأسف الاحتلال بفعل اجراءاته الخانقة للسكان اضطر المواطنون لسلكها رغم خطورتها.
كما يرى حامد أن إغلاق مدخل البلدة الجنوبي يؤثر على عدة مجالات، منها طلبة الجامعات ما يؤثر على عدم وصولهم الى المحاضرات في الوقت المناسب، كما يحول دون وصول الموظفين إلى وظائفهم في الموعد المحدد، كما يؤثر عليهم أثناء عودتهم الى منازلهم بسبب ازدحام المركبات في طريق الجلزون وعين سينيا.
“الطريق بدل ما كانت تأخذ نصف ساعة لسلواد كحد أقصى أصبحت تأخذ ساعة ونصف الى ساعتين بفعل هذا الازدحام” هكذا وضَّح حامد مسافة الطرق الطويلة والوقت الضائع على الحواجز والازدحام.
في الإطار ذاته، يقول حامد إن الاغلاق أثَّر على كل طبقات المجتمع وشرائحه كمرضى غسيل الكلى ومرضى السكري الذين يجدون صعوبة في الوصول الى مجمع فلسطين الطبي وغيره من المستشفيات في رام الله والبيرة.
وتبقى معاناة أهالي بلدة سلواد وأهالي القرى الشرقية والشمالية من محافظة رام الله والبيرة متواصلة إلى أن تتوقف الإبادة على قطاع غزة، وإجراءات الاحتلال الانتقامية في الضفة، ورغم تعطل الأعمال نتيجة الحواجز المفروضة، سيظل المواطن الفلسطيني يجتهد للوصول إلى أعماله ليواصل عملية البناء رغم كل الصعاب.