رام الله-المحرر– مرح نصار- يواجه المواطن عايد مظلوم في الخمسينيات من عمره من بلدة الجانية غربي رام الله موسماً شاقاً في قطف ثمار الزيتون، إذ يتعرض المزارعون في القرية إلى اعتداءات متواصلة من المستوطنين الذين ينتشرون في ست بؤر استيطانية، ويضيقون الخناق على الأهالي الذين يشاهدون يومياً أراضي قريتهم تتناقص لصالح الاستيطان.
يقول مظلوم إنه يحتاج إلى الكثير من “التنسيقات” حتى يصل إلى أرضه في موسم قطف ثمار الزيتون لأن أراضيه متاخمة لاحدى المستوطنات، لافتاً إلى أنه يواجه الكثير من التحديات كل عام حتى يستطيع الوصول إليها، لكن بسبب العدوان الحالي على شعبنا فإن صعوبات الوصول إلى أرضه تبدو أكثر تعقيداً.
ثلاث مستوطنات تحاصر الجانية التي تبعد قرابة (12) كيلو متر عن مدينة رام الله، هي
“دولف” القائمة منذ عام 1983 على بعض أراضي أصحاب القرية و “تلمون” و”مدروس”، بالإضافة إلى بور استيطانية أخرى تستمد امتدادها من هذه المستوطنات الثلاث.
الكثير من المزارعين وأصحاب الأراضي لم يسمح لهم من الوصول إلى أراضيهم التي تحتاج إلى كثير من “التنسيقات” كونها قريبة من المستوطنات، وبعضها لا يحتاج إلى ذلك، لكن الاحتلال يصادر حق المواطنين في الوصول إلى أراضيهم.
كما أن المستوطنين يعتدون على أهالي القرية عند وصولهم إلى أراضي “عين باسين” الواقعة في أراضي القرية، كما يقومون بأعمال التخريب للمكان الذي عمل الأهالي على ترميمه وتحويله إلى وجهة سياحية.
يقول عصام يوسف رئيس المجلس القروي في الجانية إن القرية تواجه الكثير من التحديات وصعوبات في العيش بسبب قربها من المستوطنات، منوهاً إلى أن الاحتلال يقوم بمصادرة أراضي القرية ويمنع الأهالي من التوسع العمراني على أراضي القرية بحجة أنها تقع في مناطق “ج”، بالإضافة إلى منع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم المزروعة بالزيتون بذريعة أنها قريبة من المستوطنات.
ويضيف”المستوطنون يمارسون اعتداءاتهم على مواطني القرية وعلى ممتلكاتهم ومنها المرخصة، ويقومون بتدميرها وحرقها دون سابق إنذار”.
يقطن الجانية نحو (1500) مواطن وينمو سكان القرية بمعدل 15% سنوياً، بينما تبلغ مساحة أراضيها الكلية(8500) دونم، لكن مساحة الأراضي المستخدمة لأغراض البناء لا تزيد عن (800) دونم بسبب إجراءات الاحتلال التي تضيق عليهم الخناق وتصادر أراضيهم.
أراضي قرية الجانية متاخمة لعدة قرى منها “رأس كركر” و”المزرعة القبلية” و”عين قينيا” و”دير إبزيع” و”كفر نعمة”، ويعمل الاحتلال على إعاقة العديد من المشاريع التطويرية فيها مثل تشييد طرق جديدة للأراضي.
يقول يوسف”الاحتلال يقوم بإيقاف العمل في هذه الأراضي ومصادرة المعدات بدعوى أن الأراضي قريبة من البؤر الاستيطانية، وأحياناً يمنعون المواطنين من البناء في أراضيهم دون إبداء أسباب قانونية”.
تصنف أراضي القرية بحسب المخطط الهيكلي بعد مسحها من دائرة المساحة ودائرة الأراضي بمساعدة المجلس القروي إلى أراضي “ب” التي تبلغ مساحتها (1500) دونم ويسمح البناء فيها، أما بقية أراضي القرية فهي مصنفة”ج” أو يعتبرها الاحتلال أراضي زراعية وغير مسموح البناء بها. وتقدر مساحة الأراضي المصادرة لأغراض استيطانية نحو (1200) دونم.
“الجانية” كسائر القرى الفلسطينية الواقعة في مناطق “ج” تعاني الأمرين بسبب الهجمة الاستيطانية غير المسبوقة في الضفة، وفي ظل الحرب تزداد معاناة الأهالي خاصة خلال موسم الزيتون، الذي يتحول من كونه موسم بركة وخير إلى معاناة لايمكن وصفها، ومع ذلك فإن المواطنين يدركون أنه لا خيار لهم سوى الصمود والتشبث بأرضهم.