جدة -المحرر-زينب عادل- “أقسم بالله العظيم، سأمتنع عن الطعام طيلة إعلاني عن الإضراب، رفضاً لتهجير وتجويع أهلنا في شمال غزّة”. بهذا القسم يستهل شباب وشابات الأردن إضرابهم عن الطعام احتجاجاً على ما يحدث في قطاع غزّة من تهجير وتجويع لأهلها.
في حركةٍ شبابيةٍ ثورية أعلنها مجموعة نشطاء أردنيين قاموا بأداء القسم أمام مبنى نقابات العمال والذي ينص على الامتناع عن الطعام والشراب طيلة فترة إعلان الإضراب، وحتى كسر الحصار والسماح لشاحنات المساعدات بالدخول الى شمال غزة و وقف التهجير.
يقول معاذ حمزة (32) عاماً أحد الشباب الأردني في هذه الوقفة المناصرة لغزة في العاصمة الأردنية عمّان إن الهدف من الإضراب هو فتح المعابر أمام المساعدات لأهل غزة ورفض ازدواجية المعايير في فتح المعابر أمام بضائع المحتل.
تقول السيدة رنَد نماس ناشطة حقوقية إن هذه الحملة هي حركة عالمية لم ينضم إليها شباب الأردن فحسب، بل شباب من جنسيات مختلفة من الولايات المتحدة وغيرها من الدول.
وتضيف أن عدد المشاركين يتزايد مع انتشار الحملة عبر الانترنت، مشيرة إلى أن عدد المشاركين من الأردن وصل إلى (70) مشاركاً ومشاركة.
وتؤكد نماس أن الهدف الرئيسي من هذه الحملة هي وقف الحصار بشكل كامل، موضحة أن الاضراب مفتوح حتى يكون هناك ضغط على صناع القرار، لافتة إلى أن صعوبة مشاهد التجويع الممنهج الذي تمارسه قوات الاحتلال بحق المدنيين من الشباب والنساء والأطفال في غزة.
من جهته، أصدر حراك الإضراب عن الطعام في الأردن بياناً يؤكد فيه على مطلبه الرئيسي من الحكومة الأردنية، والمتمثل بإغلاق المعابر لصالح الكيان الصهيوني حتى ايصال مساعدات إنسانية وطبية كافية لشمال غزة بما فيها جباليا وبيت لاهيا و بيت حانون و مستشفى كمال عدوان.
ويؤكد الناشطون أنه بعد نحو عشرين يوماً على إضراب ما يزيد عن سبعين شاباً وشابّة من الأردن عن الطعام، لا تزال الجهات الرسمية تتجاهل مطالبهم مع عدم الاكتراث لحقوقهم القانونية والإنسانية والحالة الصحية المتدهورة التي بدأ يصل إليها الشباب دون السماح لهم بالتواجد في مكان محدد يتوافر فيه كوادر طبية تتابع حالتهم الصحية، رغم المطالبة الرسمية والقانونية بذلك من خلال المركز الوطني لحقوق الإنسان. وللمرة الثانية يتم تقديم مطالب المضربين عن الطعام إلى رئيس الوزراء الأردني على أمل أن تلتفت الحكومة إلى مطالبهم.
ومن غزة، كتب الدكتور عز الدين شاهين على شبكة “إكس” إن هذا الالتحام مع معاناة الغزيين لن ننساه طوال العمر . ويضيف”اليوم يكون قد مر (20) يوماً على شباب و صبايا الأردن وهم مضربون عن الطعام بشكل كامل، بعضهم بدأ يدخل حالات إغماء، مطلبهم بسيط وواضح ومباشر، الضغط لإدخال (500) شاحنة لشمال غزة، هذا التضامن الشعوري الأخلاقي العالي (مش سهل ) و (مش بسيط)، هذا الالتحام مع معاناتنا ما بننساه طول العمر”.
وحسب برنامج الأغذية العالمي، يواجه سكان غزة مجاعةً شديدة القسوة نتيجة النقص الحاد في الغذاء والماء، ما يُعرض آلاف الفلسطينيين للموت جوعاً، وإلى سوء تغذية حاد، بالإضافة إلى تضرر البنية التحتية الطبية، وزيادة صعوبة تقديم الرعاية الصحية للجرحى و خروج معظم المستشفيات الرئيسية عن آداء الخدمة الطبية.
ويشير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إلى أن اسرائيل تواصل منع دخول أي شاحنات تحمل مساعدات أو مسلتزمات طبية من أدوية وغيرها إلى شمال غزة منذ الأول من أكتوبر الماضي.
هذه الحملة تأتي كعاصفة إلكترونية واسعة النطاق في محاولة لفك الحصار الشديد الذي تفرضه قوات الاحتلال على قطاع غزة، والذي يشهد إبادة جماعية غير مسبوقة، إذ تزايد عدد الشهداء متجاوزاً (3000) مواطن فلسطيني بمن فيهم النساء والأطفال وكبار السن، نتيجة عدم قدرتهم على احتمال الجوع جراء العدوان الاسرائيلي المستمر على شمال غزة.
وبينما تستمر حملة شباب الأردن في تجويع البطون حتى تشبع غزة، مازال الغزيون وأطفالهم يتضورون جوعاً، ويقتل الأباء حسرة لعدم قدرتهم على توفير قوت أبنائهم. يقول المواطن أحمد أبو شعيرة من غزة(32) عاماً وهو معلم لغة إنجليزية للمرحلة الثانوية وأب لطفل (3) سنوات” قتلنا الجوع والخوف، أريد طعاماً، (اشتهي صحن سلطة)، لا أستطيع أن أجد اللبن أو حتى العصير لطفلي حتى أخفف عنه حمّ أكل التكية”. ويضيف”الأرض أرضنا واحنا فيها ليوم الدين”.
*برنامج التعليم الدولي