*الهودلي: نعمل باستمرار على تطوير الخطط الأكاديمية ونحن حريصون على توفير تجربة تعليمية شاملة
*المواطن أصبح مشاركاً فعالاً في تدفق المعلومات ولم يعد مستهلكاً له فحسب
*الحرب على قطاع غزة أثبتت أنه بإمكان شباب غير متخصصين أن يغطوا الأحداث باستخدام هواتفهم المحمولة فقط
* ننصح بالتخصصات الفرعية إلى جانب التخصص الرئيسي كونها تكسب الطالب معرفة ومهارات إضافية وتجعله أكثر تنوعاً وكفاءة
*تخصص الإعلام الدبلوماسي يهدف إلى نقل الرواية الفلسطينية إلى العالم بشكل احترافي “وسينما الموبايل” يعدّ الأول من نوعه بين الجامعات الفلسطينيية
* نحرص على استقطاب أعضاء هيئة تدريس يمتلكون خبرة عملية واسعة في المجال
* نسعى إلى تخريج قادة متميزين في إدارة العلاقات العامة والإعلانات الرقمية وتعزيز مهاراتهم المهنية
* إطلاق موقع “المحرر” وفرّ اطلالة للطلبة على المجتمع المحلي ونقلهم إلى التجربة العملية
رام الله-المحرر – أزهار خطيب- رغم أن كلية الإعلام الجديد في جامعة القدس المفتوحة تعدّ حديثة العهد، كونها أنطلقت في أيلول\سبتمبر 2014، غير أنها تركت بصمات واضحة، سواء على الصعيد الأكاديمي أو على صعيد سوق الإعلام المحلي، من خلال توفير المهارات اللازمة لصقل خريج متميز، مؤهل لمواكبة المستجدات الحديثة.
وللحديث حول آخر المستجدات في الكلية، التقى “المحرر” د. م عماد الهودلي عميد الكلية الذي تحدث عن الخطوات التي تم اتخاذها لتطوير لمساقات التعليمية، وتعزيز الجانب التدريبي، مشيراً إلى استحداث تخصصات فرعية من شأنها أن تُحدث نقلة نوعية في سوق العمل، من بينها تخصص الإعلام الدبلوماسي وسينما الموبايل.وفيما يلي نص اللقاء:
تخصصات تتواءم مع احتياجات العصر
*ما ميزات تخصصي “الإعلام الجديد” و”العلاقات العامة والإعلان” اللذين تطرحهما الكلية؟
فيما يتعلق بتخصص الإعلام الجديد أو الرقمي، فأود الإشارة إلى أن الإعلام الجديد أصبح ضرورة ملحة بسبب التطور التكنولوجي الكبير، وانتشار استخدامات الإنترنت، ما يعني وجود تغيير جذري في مفهوم الصحافة ووسائل الإعلام.اليوم لم يعد النجاح الإعلامي يعتمد على الوسائل التقليدية فقط، بل أصبح مرتبطاً بمفهومين رئيسيين للصحافة الجديدة: التفاعلية والصحافة الشاملة.
وفي ظل الصحافة التفاعلية أصبح المواطن مشاركاً فعالاً في تدفق المعلومات ونقل الآراء، حيث لم يعد مستهلكاً فقط للمعلومات، بل صانعاً للأحداث وقادرًا على نشرها بسرعة عبر الأنترنت.
المواطن اليوم يصور الأحداث وينشرها عبر الإنترنت، وهي مهمة كانت مقتصرة على المؤسسات الإعلامية التقليدية الكبيرة، ما جعل وسائل التواصل الاجتماعي تكسر القيود التقليدية المتعلقة بالقوانين والتمويل والروتين، وأصبحت منافساً حقيقياً للإعلام التقليدي.
رأينا أمثلة واضحة لهذا التحول خلال الحرب على شعبنا في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول 2023، حيث تمكن شباب غير متخصصين في الإعلام من تقديم تغطية مميزة باستخدام هواتفهم المحمولة فقط، حيث تشير الدراسات إلى أن أكثر من 60% من الشباب الفلسطيني اليوم يعتمدون على الإنترنت كمصدر أساسي للحصول على الأخبار والمعلومات.
ظلت الفضائيات في آخر(20) عاماً هي الأكثر تأثيراً وانتشاراً، لكن هناك تراجع لوسائل الإعلام التقليدية لصالح وسائل الإعلام الرقمية، ولذلك كان توجه جامعة القدس المفتوحة هو افتتاح كلية الإعلام الجديد بهدف مواءمة المخرجات التعليمية مع ما يتطلبه سوق العمل من مهارات ومعارف يتطلبها العمل في العصر الرقمي.
أما المهارات التي يمتلكها خريج الإعلام الجديد فيمكن تلخيصها بما يلي:
أولاً: إدارة المواقع الإلكترونية للمؤسسات الخاصة والحكومية وغير الربحية بكفاءة.
ثانياً: امتلاك مهارات صحفية وتقنية للعمل في المواقع الإعلامية.
ثالثاً: إتقان جميع مهارات الكتابة الصحفية المطلوبة.
رابعاً: القدرة على العمل في وسائل الإعلام كافة.
وفيما يتعلق بتخصص العلاقات العامة والإعلان، فأود لفت الانتباه إلى أن البرنامج صمم لرفد السوق المحلية والإقليمية بخبرات محلية قادرة على إدارة دوائر وأقسام العلاقات العامة، وتصميم وإنتاج الإعلان بمهارة ومهنية عالية، بالاعتماد على أحدث أدوات واستراتيجيات الاتصال الرقمية الحديثة في تصميم وتنفيذ برامج وخطط العلاقات العامة وإنتاج الإعلان.
ورسالة التخصص هي المساهمة في تطوير العلاقات العامة والإعلان في فلسطين والمنطقة العربية من خلال تخريج قادة متميزين في إدارة العلاقات العامة والإعلانات الرقمية وتعزيز مهاراتهم المهنية.
أما بخصوص المهارات التي يمتلكها طالب العلاقات العامة والإعلان، فيمكن تلخيصها على النحو الآتي:
أولاً: إكساب الطالب مهارات مخاطبة جمهور المؤسسة وتطوير سمعتها محليًا وعالميًا.
ثانياً: إكساب الطالب المهارات اللازمة للترويج لرسالة المؤسسة وأهدافها ومنتجها.
ثالثاً: التعرف على أفضل الممارسات في إنتاج المواد الإعلامية والمطبوعات والنشرات المتعلقة بأعمال ومنتجات المؤسسة كإدارة التسويق أو الإنتاج.
رابعاً: إكساب الطالب المعرفة بطبيعة عمل الإعلان وتقنياته ومجالات توظيفه لخدمة المنتج.
خامساً: إكساب الطالب بالمعرفة النظرية والعملية في تصميم وتنفيذ الإعلان وإدارة حملات إعلانية متخصصة وناجعة.
الخطط التطويرية
*كيف يتم تنفيذ الخطط التطويرية للتخصصات المطروحة لكلية الإعلام؟
نعمل في الكلية على خطة تطويرية شاملة للتخصصات باستمرار، يأتي هذا العمل ضمن إطار التعاون مع دائرة التخطيط والجودة لضمان أن تكون الخطة الأكاديمية محدثة ومتوافقة مع متطلبات العصر.
ومن الضروري الإشارة إلى أن أي تعديل يتجاوز نسبة 30% من الخطة الأكاديمية الأصيلة، التي حَصلت على اعتمادها السابق يتطلب موافقة جديدة أو على الأقل إبلاغ هيئة الاعتماد والجودة والحصول على موافقتها على هذه التعديلات.
ونقوم بمراجعة شاملة للخطة الأكاديمية الحالية لضمان تحقيق الأهداف التالية:
أولاً: مواكبة التطورات الحديثة في مجالات الإعلام الرقمي والعلاقات العامة والإعلان.
ثانياً: تعزيز الجودة الاكاديمية بما يتماشى مع المعاير الوطنية والدولية.
ثالثاً: تهيئة الطلبة لسوق العمل من خلال مناهج تركز على التطبيقات العملية والابتكار.
قمنا مؤخراً بتطوير الخطط الدراسية لـ(15)مساقاً ضمن التخصصين، وأيضاً إعداد محتويات بالكامل لستة مقررات رئيسية وهي: مبادئ جمع الأخبار وتحريرها، وغرفة التحرير، ومدخل للإنتاج السنيمائي، ووسائل الإعلام والمجتمع، والتحقق من الأخبار الكاذبة والمفبركة، والدبلوماسية الرقمية والاتصال السياسي، وأيضاً أجرينا تعديلات طفيفة على بعض المساقات، وكل هذه التعديلات تهدف إلى توفير محتوى حديث يركز على التطبيق العملي والمهارات التقنية، ما يضمن ارتباط التعليم باحتياجات السوق المتغيرة.
وتم تحسين جودة المواد التعليمية من خلال استبدال المواد المصورة بكتب مطبوعة عالية الجودة، بالتنسيق مع دائرة المناهج والمقررات لتوفر تجربة تعليمية شاملة ومنظمة للطلبة.
معايير القبول
*ما معايير القبول والتحويل والاحتساب لطلبة كلية الإعلام؟
*شروط القبول:
1-يُسمح لطلبة التوجيهي الجدد بالتقدم إذا كان معدلهم في الثانوية العامة (65%) فأعلى.
2-يُسمح لطلبة التوجيهي القدامى بالتقدم بشرط أن يكون معدلهم (55%) فأعلى.
3-يخضع جميع المتقدمين لاختبار قبول في البداية العام للدراسي بعد دفعه رسوم الامتحان ومقدارها (30) ديناراً ويتضمن الاختبار قسمين؛ قسم الكتابة: يُقيّم مهارات التعبير والتحليل الكتابي، وقسم المقابلة: يُقيّم على الحضور الشخصي والقدرة على التواصل.
*شروط التحويل:
1- يحق لأي طالب من كليات الجامعة التقدم بطلب تحويل لكلية الإعلام، على ان لا يقل معدله التراكمي عن (65%) في الساعات التي درسها في التخصص المنتقل منه، وأن يخضع لامتحان القبول كباقي الطلبة، وبعد قبوله في الكلية يدفع رسوم تحويل ومقدراها (120) ديناراً.
2- يقبل الطلبة المنتقلون من جامعات أخرى في كلية الإعلام، شريطة أن يكون تقدير الطالب “جيد” على الأقل، وأن يخضع لاختبار القبول كباقي الطلبة..
3- يحق للطالب من حملة الدبلوم من كليات المجتمع شراء طلب للقبول في كلية الإعلام إذا كان تقديره في الكلية “جيد” على الأقل، وأن يكون ناجحاً في الامتحان الشامل وأيضاً يخضع لامتحان القبول.
*الاحتساب من الدراسة السابقة:
تُحتسب جميع المقررات ذات العلاقة بالتخصص من جامعات أخرى أو كليات الجامعة، إذا كانت العلامة (60%) فأعلى.
التخصصات الفرعية
*لماذا يُنصح الطلبة بالتسجيل في التخصصات الفرعية إلى جانب التخصص الرئيسي؟
ينصح الطلبة بعد اختيار تخصص رئيسي مثل الإعلام الجديد أو العلاقات العامة والإعلان، أن يضيفوا تخصصاً فرعياً لأن ذلك يوسع من آفاقهم المهنية، ويعزز فرصهم في سوق العمل، فالتخصص الفرعي يساعد الطالب على اكتساب معرفة ومهارات إضافية في مجال مكمل للتخصص الرئيسي، ما يجعله أكثر تنوعاُ وكفاءة.
على سبيل المثال، يمكن للطالب أن يختار تخصص فرعياً في اللغة الإنجليزية، ما يفتح له فرصاً في مجالات الإعلام الدولي أو الترجمة الإعلامية، كما أن الإعلام يوفر تخصصات فرعية جديدة مثل الإعلام الدبلوماسي الذي يُمكن الطلبة من التأثير على الرأي العام، ونقل الرواية الفلسطينية بشكل احترافي، وتخصص “سينما الهاتف المحمول” وهو الأول من نوعه فلسطينياً ويركز على إنتاج محتوى مرئي مبدع لتوثيق القضايا الإنسانية والوطنية.
إضافة إلى أن التخصص الفرعي لا يعزز فقط المهارات المهنية، بل يمنح الطلبة القدرة على التكيف مع متطلبات العصر الحديث، والاطلاع على أحدث المستجدات والتقنيات في مجال الإعلام، كما أن هذه التخصصات تفتح له مجالات عمل جديدة ومختلفة، ما يسهم في بناء مستقبل مهني متميز ومتنوع.
استقطاب خبراء من الميدان
*ما الذي يميز كلية الإعلام عن باقي نظرائها في الجامعات الفلسطينية سواء من حيث الأساليب التدريبية، أو من حيث اختيار كادرها الأكاديمي؟
تتميز الكلية عن نظرائها باتباع نهج يجمع بين التطور الأكاديمي المستمر، والارتباط الوثيق بالميدان العملي، ويتم تعديل المحتوى وإضافة مواد جديدة بما يتماشى مع احتياجات السوق، ويتم ذلك تقريباً كل فصل دراسي أو فصلين.
كما نحرص على استقطاب أعضاء هيئة تدريس يمتلكون خبرة عملية واسعة في المجال، بالإضافة إلى الأكاديميين الذين يتمتعون بعمق النظريات الإعلامية. ونعتمد بشكل كبير على أعضاء هيئة التدريس غير متفرغين الذين يعملون في الميدان، ما يعزز من فرص الطلبة للاستفادة من الخبرات الواقعية والتطبيقات العملية.
ومن أبرز إنجازاتنا إطلاق موقع “المحرر” منذ عامين تقريباً وهي منصة متوفرة عبر موقع الجامعة الإلكتروني، وصفحات التواصل الاجتماعي مثل “فيسبوك” و”تلغرام” تهدف إلى نشر وتوثيق ما ينجزه طلبة كلية الإعلام في الجامعة من الأعمال الإعلامية، يطل منها الطلبة على المجتمع المحلي والعالم. يهدف الموقع إلى نقل معارف الطلبة على المستوى النظري إلى التطبيق العملي من خلال إعداد تقارير مكتوبة، ومصورة، ومتلفزة، وأبحاث إعلامية، وغيرها من الأعمال التي ينجزونها خلال سنوات دراستهم.
وفي إطار خططنا الدراسية، نقدم مادة التدريب العملي التي تم إعادة تصميمها لتخدم مصلحة الطالب أولاً وتكسبه المعارف اللازمة، من خلال الإشراف على تدريب الطالب داخلياً، وتمكينه من اكتساب مهارات محددة، ومن ثم الانتقال إلى التدريب خارجياً في مؤسسات إعلامية وطنية ومحلية.
مواصفات الخريج
*ما المواصفات التي يحتاجها السوق الإعلامي اليوم وتعملون على توفيرها؟
أولاً: نعمل على أن يمتلك الخريج القدرة على الكتابة لجميع الوسائل الإعلامية التقليدية (الإذاعة والتلفزيون والصحافة الورقية)، ولجميع الوسائل الإعلامية الجديدة (مواقع الإنترنت).
ثانياً: أن يمتلك مهارات الكتابة الصحفية بكل الأشكال المعروفة من أخبار، وتقارير، وتحقيقات، وقصة صحفية.
ثالثاً: أن يتقن خريج الإعلام جميع المهارات الفنية التي يحتاجها الصحفي مثل: التصوير، ومونتاج الصوت، ومونتاج الفيديو، والقدرات اللغوية، واستخدامات الحاسوب.
رابعاً: يتخرج الطالب صحفيًا شاملاً يعمل في جميع الوسائل الإعلامية المختلفة، ويقوم بكل المهارات الصحفية المطلوبة.
خامساً: أن يمتلك القدرة على التعامل مع التكنولوجيا التي يحتاجها الصحفي للعمل في المواقع الصحفية الإلكترونية.
سادساً: أن يستطيع إجراء البحوث الإعلامية واستطلاعات الرأي العام، من خلال المسوح الميدانية.
التحديات التعليمية
*ما التحديات التعليمية التي تواجهها الكلية في ظل وجود حواجز واجتياحات احتلالية في الضفة وحرب إبادة في قطاع غزة؟
الجامعة بشكل عام، والكلية بشكل خاص تواجه تحديات كبيرة بسبب الحواجز في الضفة، والظروف الصعبة التي يعاني منها الطلبة في غزة نتيجة العدوان المستمر، وذلك كون أن معظم المساقات في الكلية هي عملية، ورغم أن الجامعة قد هيأت أنظمة التعليم الإلكتروني عبر منصة “التيمز” لتكون جاهزة للتعامل مع الظروف القائمة، إلا أن الوضع في غزة يجعل الأمر أكثر تعقيدًا، لضعف الإنترنت والانقطاع المتكرر في الشبكة، ما يشكل عائقًا كبيرًا أمام الطلبة.
من أجل مراعاة هذه الظروف، تُسجل المحاضرات بشكل وجاهي وتُرفع على منصة “التيمز” تلقائيًا، بحيث يمكن للطلبة، وخاصة في غزة، الاستماع إليها في أي وقت لاحق، عندما تكون شبكة الإنترنت متاحة لديهم، ويمكنهم حضور المحاضرات أكثر من مرة، وهو ما يتيح لهم الاستفادة بشكل كامل من المحتوى الأكاديمي رغم التحديات.
هذه الإجراءات تُظهر التزام الجامعة بتوفير تعليم مستمر للطلبة في قطاع غزة، وفي مناطق أخرى تأثرت بالحواجز والظروف الصعبة، مع مراعاة التحديات التي قد يواجهها الطلبة في الحصول على التعليم بسبب الوضع الراهن.
إحصاءات
-عدد الطلبة الملتحقين بكلية الإعلام حالياً في جميع فروع الجامعة (707) طلبة من التخصصين الإعلام الجديد والعلاقات العامة والإعلان، عدد ذكور(225)، وعدد الإناث (482).
-عدد الخريجين من كلية الإعلام في جامعة القدس المفتوحة (551 )طالباً، منهم (225) ذكور و(326) أنثى.
-(105)طلاب في فرع رام الله والبيرة (42) ذكراً وعدد الاناث(63) أنثى.