الرئيسيةتقاريرطولكرم تحت وطأة العدوان.. تدمير ممنهج وتهجير قسري

طولكرم تحت وطأة العدوان.. تدمير ممنهج وتهجير قسري

طولكرم-المحرر-نيفين شراونة- يدخل العدوان الإسرائيلي على مدينة طولكرم ومخيميها يومه الأربعين على التوالي، بينما لا يزال  مخيم نور شمس صامداً في يومه السابع والعشرين من الحصار، وسط تصعيد عسكري غير مسبوق.

واستناداً إلى مصار محلية فقد دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى المدينة والمخيمين، ونشرت آلياتها وفرق المشاة في الشوارع والأحياء، خاصة في المناطق الجنوبية والغربية ووسط السوق، بالإضافة إلى محيط ومداخل المخيمين.

وترافق ذلك مع إطلاق كثيف للرصاص والقنابل الصوتية والضوئية، وسماع دوي انفجارات ضخمة هزت أرجاء المنطقة.

تمركزت آليات الاحتلال وجرافاته الثقيلة أمام المنازل والمباني السكنية في شارع نابلس، الرابط بين مخيمي طولكرم ونور شمس، حيث قام الجنود بإيقاف المركبات وتفتيشها، والتدقيق في هويات المواطنين واحتجازهم للاستجواب.

وفي إطار عمليات المداهمة اليومية، اقتحمت قوات الاحتلال عدة منازل في شارع نابلس تعود لعائلات الطبال وحسين يونس والحمد الله، وأجبرت سكانها على إخلائها قسراً، بعد أن أمهلتهم حتى الساعة العاشرة صباحاً للمغادرة.

واستمرت المداهمات لجيش الاحتلال لتطال بناية أبو منتصر العسس في إسكان ضاحية اكتابا شرق المدينة، بالتزامن مع تفتيش الشقق السكنية وتخريب محتوياتها.

وفي مخيم طولكرم، استمرت قوات الاحتلال في نشر آلياتها في أحيائه، خاصة في حارات المطار وأبو الفول ودبة أم جوهر في حارة البلاونة، وسط إطلاق الرصاص تجاه من يحاول ذلك.

وصعَّدت قوات الاحتلال من عملياتها في المخيم، حيث قامت بتدمير ممنهج لكل زاوية منه، وحولته إلى منطقة خالية من السكان، باستثناء عدد قليل من العائلات في بعض الحارات على مداخله.

وقد تعرضت البنية التحتية والمنازل للهدم والتخريب والحرق، بينما تم تحويل المنازل المتبقية منها إلى ثكنات عسكرية، بالتزامن مع عمليات تفجير واسعة داخل المخيم.

وفي مخيم نور شمس، هدمت جرافات الاحتلال منازل ومباني سكنية في حارة المنشية، في إطار خطة تهدف إلى شق طريق جديد لتغيير المعالم الجغرافية للمخيم، وذلك بعد إخطار الاحتلال بهدم (17)  منزلاً في هذه المنطقة.

وقد هدمت جرافات الاحتلال في الأيام الأخيرة أكثر من 11 منزلاً في إطار المخطط ذاته.

 ويشهد مخيم نور شمس تصعيداً مستمراً وحصاراً خانقاً، حيث تدفع قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية وتواصل عمليات المداهمة والهدم للمنازل بعد تفجير أبوابها وإجبار السكان على الخروج منها قسراً، كما يتم تحويل بعض المنازل إلى ثكنات عسكرية، بالإضافة إلى تدمير كامل للبنية التحتية والممتلكات من منازل ومحلات تجارية، التي تعرضت للهدم والتفجير والحرق والنهب.

وقد أسفر العدوان المتواصل على المدينة ومخيميها عن استشهاد 13 مواطناً، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في الشهر الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، ونزوح قسري لأكثر من 9 آلاف شخص من مخيم نور شمس، و12 ألف شخص من مخيم طولكرم.

وكانت الغرفة التجارية في محافظة طولكرم أعلنت مدينة طولكرم مدينة منكوبة نتيجة لعجدوان المتواصل. وقال رئيس الغرفة قيس عضو في تصريحات صحفية إن حجم الخسائر الاقتصادية التي تتكبدها المحافظة جراء الإغلاق المستمر للحواجز والطوق الامني الذي يفرضه الاحتلال على المدينة تقدر بين 10- إلى 15 مليون  شيقل يومياً وفقاً لتقديرات وزارة الاقتصاد الوطني.

واشارإلى  أن نسبة تسجيل التجار في الغرفة التجارية تراجع هذا العام إلى نحو 28% فقط وأن عدد التجار المسددين للرسوم انخفض إلى 471 تاجراً فقط مقارنة مع 800 العام الماضي.وكشف عن انخفاض الطاقة الانتاجية السياحية في طولكرم إلى 40% فقط.

بدوره، ينوه ألصحفي المختص في الشأن الاقتصادي أيهم أبوغوش إلى أن ما يجري منعمليات عدوانية احتلالية في شمال الضفة إنما هو تخطيط ممنهج، يحمل أبعادا سياسية من ناحية من خلال  استهداف المخيمات وقضية اللائجين، لكنه من ناحية ثانية خطوات جادة لخنق الاقتصاد الفلسطيني، في محاولة لخلق بيئة طاردة.

وقال أبوغوش لـ”المحرر” إن تدمير البنية التحتية التي يستخدمها الاحتلال خلال عمليات اجتياحه للمدن والمخيمات، إنما هي أحد الأساليب الهادفة إلى تمزيق اقتصاد الضفة، فبالإضافة إلى قرصة الاحتلال على أموال المقاصة الايراد الرئيسي للسلطة الوطنية، وحرمان نحو(200)  ألف عامل من التوجه الى اعمالهم داخل الخط الأخضر، عمد الاحتلال إلى اتخاذ اساليب أخر لخنق الاقتصاد الفلسطيني لتجريد الفلسطيني من مقومات الصمود، ومن بيها تقطيع أواصل المناطق الفلسطينية عبر الحواجز والبوابات، وكذلك تدمير البنية التحتية بهدف تكبيد الفلسطيني أكبر خسائر اقتصادية ممكنة  لدفعه إلى التفكير بان البئة الحالية لم تعد قابلة للعيش والبقاء ومن ثم التفكير بالهجرة.

المقالة القادمة
المقالة السابقة