غزة-المحرر-عبد الرحمن دراجي-في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها قطاع غزة، ومع دخول شهر رمضان المبارك، تتجسد روح التكافل والتعاون في أبسط اشكالها، من خلال التكايا الخيرية، التي تقدم الطعام للفقراء والمحتاجين.
ويتحدث المبادر نور شعت، أحد القائمين على إحدى “التكايا الخيرية” أنهم يقومون بإعداد الوجبات التي تقدم للعديد من الأسر في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، والتي تقدر يومياً بعشرة قدور من الطعام.
ويضيف شعت أنهم يعملون بالشراكة مع المؤسسات والمبادرين العاملين في مدينة رفح، في ظل ظروف صعبة، وأن العشرة قدور لاتكفي لعمل التكية.
وتعد هذه المبادرات، نقطة أمل لمئآت العائلات التي تجد في الإفطار والسحور التي تقدمه التكايا، فرصة للبقاء على قيد الحياة والصمود، في مواجهة التحديات اليومية.
من جانب آخر، يقول عيادي أبوعبد الله “مسؤول قسم المشتريات في إحدى التكايا” إن أزمة إغلاق المعابر، وغلاء الأسعار، وشح المواد الغذائية، أثرت بشكل كبير على إنتاجية وعمل التكية، حيث قلت الإنتاجية بشكل كبير.
ويضيف أبو عبدالله أن عمل التكية في ظروف صعبة، يؤثر على كمية وإنتاج الطعام المقدم للمواطنين.
وورد في احصائية لرئيس بلدية رفح الدكتور أحمد الصوفي أن 90% من مدينة رفح مدمرة، وهي مصنفة من المناطق المنكوبة، بسبب الحرب الإسرائيلة على قطاع غزة، وأن المواطنين فيها، يعانون من أزمة خانقة، تهدد من أثر مجاعة مقبلة.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، فإن هذه الأزمة تؤثر على حياة نحو مليوني إنسان يعيشون في قطاع غزة.
وفي وقت يعاني فيه الآلآف من المواطنين من آثار إغلاق المعابر والحرب، تأتي هذه التكايا، لتكون شريان الحياة، للأسر التي تبحث عن لقمة العيش.
ورغم الحصار والظروف القاسية، تستمر هذه المبادرات في رفع المعاناة ولو بالجزء البسيط، عن الفقراء والمحتاجين، لتؤكد أن الإنسانية لا تتوقف، أمام أي تحد.
وكان الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أشار إلى أن مؤشر غلاء المعيشة خلال العام 2024 سجل ارتفاعاً حاداً في قطاع غزة مقارنة بالعام 2023، مدفوعاً بمستويات اسعار لم تشهدها أسواق القطاع من قبل، نتيجة للعدوان الإسرائيلي منذ السابع من اكتوبر 2023، حيث ارتفعت الأسعار للسلع الاستهلاكية، بواقع 237.98%، الأمر الذي حال دون تمكن معظم الأسر من الحصول على احتياجاتها الأساسية، وسط قلة المعروض وبسبب استغلال بعض التجار.