نابلس- المحرر- ساجدة أبوعصيدة- معاناة كبيرة تكابدها عائلة المزارع الفلسطيني غانم اشتية من قرية سالم بمحافظة نابلس، للوصول إلى أرضها المتاخمة لاحدى المستوطنات بهدف قطف ثمار الزيتون.
يقول غانم : “المزارع الفلسطيني بات يفقد الأمان لمجرد التفكير في الوصول إلى أرضه لمتابعتها وجني محاصيلها، نتيجة لاعتداءات المستوطنين المتواصلة عليه أثناء توجهه إليها، بالإضافة إلى التضييقات التي يمارسها جنود الاحتلال على الحواجز للوصول إلى الأراضي التي تقع خلف الجدار العازل.
ويشير إلى أن الاحتلال يسمح لهم بالمجيء إلى أرضهم ثلاثة أيام في الأسبوع فقط والعمل لساعات محدودة داخل الأرض، قبل أن يشرع الجنود في إغلاق البوابات ومنع الدخول والخروج من المنطقة، لاعتبارات وحجج أمنية واهية.
وفي كل موسم للزيتون يتسابق المستوطنون إلى إشعال حرب مبكرة على شجرة الزيتون، بالقطع أو التجريف أو السرقة أو المنع من القطاف، خاصة الأراضي الواقعة خلف جدار الفصل العنصري أو المتاخمة للمستوطنات.
يبين غانم أن معظم أشجار الزيتون المثمرة لديه اي نحو (250) شجرة زيتون تقع خلف جدار الفصل العنصري أو خلف الشارع الالتفافي، قائلاً: “إذا ما وصلت خلف الشارع وأعطوني التنسيق راح زيتوني وراح تعبي، سنين وأنا بتعب عليه بروح علي، الشجر أصفر وذبلت الغصون من قلة الحرث”.
يوضح غانم أن الشارع الالتفافي يحيط القرية بأكملها من جميع الجوانب، مبيناً انه ينتظر التنسيق من أجل الوصول إلى أرضه وهو يضع يديه على قلبه خوفا من المنع هذا الموسم.
يقول فياض فياض الخبير الزراعي ورئيس مجلس زيت الزيتون الفلسطيني إن موسم قطف ثمار الزيتون يشكل مناسبة يعبر فيها الفلسطيني عن صموده وتحديه في مواجهة الاستيطان بالإضافة إلى كونه موسماً زراعياً، مشيراً إلى أن الأراضي المزروعة بشجر الزيوت في مناطق الضفة وتقع خلف جدار الفصل العنصري تصل إلى قرابة (40) ألف دونم، منوهاً إلى أن إنتاجية هذه الأراضي من زيت الزيتون ضعيفة بسبب عدم السماح لأصحابها بعنايتها طوال العام وإن منحوا تصاريح بشروط مشددة لاحقا لقطف إنتاجهم في موسم قطف الزيتون.
أما في ما يتعلق بالأراضي المزروعة بشجر الزيتون والمتاخمة للمستعمرات الإسرائيلية، فيؤكد فياض بأنها تمثل مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بالمستوطات، لكن لا توجد أرقام دقيقة حول ذلك، منوهاً إلى أن أصحاب هذه الأراضي يواجهون مصاعب جمة في الوصول إلى أراضيهم، وغالبا ما يتعرضون لاعتداءات المتسوطنين، مؤكداً ضرورة تشكيل حماية مجتمعية ووطنية لأصحاب تلك الأراضي من خلال تشكيل مجموعات متوطعين لمساعدتهم لقطف ثمار زيتونهم وتعزيز صمودهم.
ويوجد في فلسطين حسب إحصائيات صادرة عن وزارة الزراعة نحو (13) مليون شجرة زيتون منها قرابة 9.5 مليون شجرة مثمرة، فيما تتوقع الوزارة أن يصل معدل الإنتاج (32) ألف طن من الزيت، تستهلك السوق المحلية منه قرابة (16) ألف طن، بينما تورد قرابة ألفي طن إلى أسواق الولايات المتحدة وأوروبا وشرق آسيا، و(4) آلاف طن تذهب على شكل أمانات لفلسطينيين مقيمين في دول الخليج، وقرابة ألف طن على شكل هدايا للأهالي في الأردن، بينما من التوقع أن تحتفظ فلسطين هذا العام بنحو (7-8) آلاف طن كمخزون للاعوام المقبلة للاستخدام في واسم يكون فيه الإنتاج منخفضا.
ويشكل زيت زيتون البكر الممتاز (EXTRA VIRGIN) نحو 80% من مجمل إنتاج فلسطين من الزيت، الذي يحتوي على مواصفات غذائية وعلاجية بمستوى عال، لكن هذه النسبة قد تنخفض في حالة التخزين السيئ لتتراجع درجة التنصيف إلى زيت الزيتون الجيد أو زيت الزيتون شبه الجيد.
ويعتبر الزيتون مصدر دخل رئيسيًا للمزارعين الفلسطينيين، ويمتد ما بين تشرين الأول (أكتوبر) وتشرين الثاني، وهو شريان الحياة لـ80 ألفا إلى 100 ألف عائلة فلسطينية في الضفة.
ملاحظة: هذه المادة فازت بالمرتبة الثالثة في جائزة فلسطين للصحافة الاقتصادية للعام 2022 عن فئة الطلبة والخريجين.