بقلم: فداء أبومنيفي
إنها لحظات مرعبة تقف أمامها عاجزاً تماماً، لتواجه الواقع وأنت مليء بالخوف والذهول لتؤكد لك أنك كائن ضعيف هش، إنه زلزال مدمر وقاتل يضرب جنوب تركيا وشمال وغرب سوريا حيث يعد من أقوى الزلازل في التاريخ، أباد مدناً وخلف آلاف القتلى والجرحى وسكاناً يبحثون عن الضحايا من تحت الأنقاض ويستغيثون، إنها مشاهد تقشعر لها الأبدان وكأنها تعيد لأذهاننا مشاهد من فيلم رعب.
أناس يصرخون ويستنجدون، أطفال يتشاهدون ويصرخون،آباء يبحثون عن أبنائهم، أثار تاريخية دمرت بلحظة لم تكن بالحسبان، وكأنها قدر السوري أينما حل ليراودني سؤال: ما الذاكرة التي سيحملها المواطن السوري في عقد من الزمان ؟
نظام يعتقله ويعذبه ويخفيه ويُنفيه، بحر يهرب إليه فيبتلعه، وأرض يأوي إليها فتهوي عليه، تنهزم آلام الدنيا أمام الحزن السوري اليوم، ألا آن الأوان أن نعرف معنى قوله صل الله عليه وسلم (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَا فِيرِهَا)؟ لنستشعر نعم الله علينا.
هل سنقضي وقتنا الآن نبحث عن تفاصيل عدد ضحايا الزلزال وعن أضراره المادية وأسبابه ..الخ ، الأمر لا يتطلب سوى أن نفتح قلوبنا أيضاً لقول الله تعالى (وَقَالَ الإنْسَانُ مَا لَهَا يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا )…
نعم إن ربك أوحى لها، فلماذا نصر على عدم سماعها ومشاهدتها والاعتبار منها وبها لماذا نتفاجئ بها بشكل وقتي ثم نعود لما كنا عليه سابقاً؟ وكأن قلوبنا قد أقفلت أمام هذه المشاهد ولم تعد تعني لنا شيئاً،
لنجعلها تعني لنا الكثير، لنستحضر نعم الله علينا ونجعل حياتنا لله وبالله، فهذه الدنيا فانية بما فيها وعليها من فساد وظالم ومظلوم.