استشهاد ريان يزرع الخوف في نفوس أطفال المدارس
رام الله-المحرر-محمد عدوي-الخوف أودى بحياة الطفل ريان ياسر سليمان ابن الثامنة من منطقة تقوع بمحافظة بيت لحم، بعد توقف قلبه وسقوطه ارضا إثر مطاردة جنود الاحتلال له ولزملائه، حادثة أليمة وقعت في الثلاثين من شهر أكتوبر الماضي من العام 2022.
شهود كانوا لحظة واستشهاد الطفل ريان ووقوعه لديهم مشاهد لن تغيب عن ذاكرتهم.
ووفقاً لما قالته عائلة ريان، فقد اقتحم جنود من قوات الاحتلال منزلهم في بلدة تقوع، لاعتقال شقيقيه الطفل بتهمة إلقاء الحجارة على جنود الاحتلال.. وكان ريّان عائداً من المدرسة مع تلاميذ آخرين في البلدة حين بدأت قوات الاحتلال بعملة المطاردة.
وعما شاهده المدير الإداري لمديرية تربية بيت لحم بسام جبر قال: “الطالب ريان أثناء عودته إلى البيت حيث لحقه عشرات الجنود توقف قلبه من الخوف
وهذا الحدث أثر أيضا على نفسيات الكثير من الأطفال فيما بعد، ما اضطر المرشدين والأخصائين النفسيين للتعامل مع العشرات من الطلبة ليتمكنوا من الوصول إلى مقاعد دراستهم وتنتظم المسيرة التعليمية بهدوء ونظام،و توجيه طاقتنا من أجل فلذات أكبادنا وتنظيم المسيرة التعليمية فلا بد المحافظة على أطفالنا وفعلاً هذا جيش احتلالي يقوم بقتل الأطفال وتبين من خلال قتل ريان”.
عن معاناة أهالي المناطق المحاذية للمستوطنات بشكل عام ومعاناة الطلبة بشكل خاص قال جبر: “إن أهالي منطقة تقوع يعانون بسبب وقوعوهم على شارع يمر منه مستوطنون كل يوم في معظم أيام الأسبوع باستثناء يوم السبت، مما يشكل خطورة على طلبة المدارس الموجودة هناك – ثلاث مدارس رئيسية الخنساء والجرمق للبنات وأيضا البرقع الثانوية – وكل يوم يكون عرضه لأحداث وإطلاق النار وقنابل الغاز مما يسبب رعب للطلبة وللهيئة التدريسية”.
وكون تقوع تقع تنصيف (ج) يصعب على السلطة الوطنية وذلك يعني غياب الأمن الفلسطني لتنظيم وحماية طلبة المدارس في تلك المناطق. واوضح جبر بان المدارس هناك، تفرغ أحد كوادرها للحفاظ على نظام بمساعدة المعلمين ووجود المرشد التربوي ليقوموا باخراج الطلاب بعد انتهاء الدوام، وبعد الحدث تم توفير حافلات لنقل الطلبة من الصف الأول للصف الرابع توصلهم لمناطق آمنة.
وأضاف جبر :” نحاول قدر الإمكان الوصول إلى المكان بوجود مرشدين ومعلمين مناوبين ويكون الدوام على الساعة السابعة كالهيئة الإدارية للمدارس حتى يؤمنوا دوام الطلبة في الطابور الصباحي وحينما يصطفون تقوم قوات الاحتلال باستفزازهم في تلك منطقة”.
وقال الأخصائي النفسي والمستشار التربوي إسلام كبها: ” نحن اليوم بحاجة للتركيز على موضوع المشاهدات البصرية التى تؤدي إلى ارتفاع مستوى الخوف الأطفال بشكل يومي ومن ضمن هذا المشاهدات اليوميه هي مشاهدة أفلام القتل والرعب الموجودة على وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام المرئي بشكل يومي إن كان على تليفوناتهم النقالة أو على شاشات التلفزيون من فترة تعرض الأطفال الفلسطينيون لمشاهد عنفية بشكل كبير من شاشات التلفزيون والأحداث بشكل عام”.
وأضاف كبها بأنه “كلما كان عمر الطفل اقل كان الجسم مستعد لإثارة ادرانلين فيه بناء على تعرضه لموقف مخيف لكن يكون عمر الطفل صغير وبتعرض لمثير تهديد مباشر، وتحديداً إطلاق الرصاص والمطارده تزيد كمية ادرانلين في جسم فوق قدرته، وهنا تبدأ ظهور أعراض جسمية مخيفه على الجسم، وفي حال وجود مشكلات صحية في عضلة القلب أو في التنفس أو أمراض وراثية تزيد فرص حصول الجلطات والسكتات القلبية ما يؤدي إلى الوفاة بشكل مباشر.