*ارتفاع ثمن الكيلو الواحد من لحم العجل ما بين 8-12 شيقلاً منذ بداية رمضان والخروف بين 15-20 شيقلا
*تاجر يتحدث عن انخفاض المبيعات بنسبة 50% مقارنة مع سنوات سابقة وآخرون يرجعون أسباب الارتفاع إلى “قلة التوريد”
*”الزراعة” تنفي وجود نقص في العرض وتثبت بالأرقام “الكميات المتوفرة تزيد عن حاجة الاستهلاك”
نابلس-المحرر- عبد الرحيم غانم- مع بداية شهر رمضان وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة الناجمة عن الحرب المستمرة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني في جميع بقاع الوطن، واستخدامه لسياسة العقاب الجماعي من خلال اغلاق المعابر في وجه العمال ومصادرة أموال المقاصة، فإن الوضع الاقتصادي يزداد سوءاً، إذ تشهد الأسواق الفلسطينية كساداً غير مسبوق وتراجعا حاد في نسبة المبيعات، ومع ذلك شهدت أسعار اللحوم ارتفاعات ملحوظة في أسعارها.
وبحسب جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني، فقد شهدت الأسواق الفلسطينية خلال الأشهر الأربعة الأولى من الحرب ارتفاعاً على أسعار اللحوم الطازجة بنسبة7.97%، وأسعار الدجاج الطازج بنسبة 4.03%.ومع بداية شهر رمضان المبارك شهدت الأسواق ارتفاعا آخر على أسعار اللحوم الطازجة، حيث قدر ارتفاع ثمن الكيلو الواحد من لحم العجل ما بين 8-12 شيقلاً فيما ارتفع ثمن لحم الخروف ما بين 15-25 شيكل للكيلو الواحد.
يقول عماد أبو عرب صاحب أحد الملاحم في مدينة نابلس، إن سبب الارتفاع يعود الى اغلاق الاحتلال للحواجز والطرقات وارتفاع أسعار الأعلاف، مشيراً إلى تراجع حاد في الإقبال على شراء اللحوم قد يصل إلى نسبة 50% مقارنة مع الأعوام الماضية، ودعا التجار وأصحاب الملاحم الى التحلي بالأخلاق في عمليات البيع والشراء.
كما شهدت أسعار الدواجن ارتفاعا بين 2-4 شيقل للكيلو الواحد، وفي هذا السياق أشار محمد نزال أحد أصحاب (معاطات الدواجن) في نابلس إلى أن أحد أسباب الارتفاع يعود إلى زيادة الطلب على الدواجن في شهر رمضان مع قلة التوريد في السوق وارتفاع ثمن الأعلاف، مضيفاً أن الأسواق شهدت تراجعاً حادا في حركة الشراء نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها شعبنا الفلسطيني.
يقول المواطن محمد ترابي “مع بداية شهر رمضان المفروض الأعمال ترفع، ولكن الأسعار هي اللي قاعدة اللي بترتفع وبالذات أسعار اللحوم والدواجن”، داعياً المواطنين لمقاطعة السلع التي شهدت ارتفاعا ولو لبضعة أيام.يقول المواطن محيي غانم” الأوضاع الصعبة ورفع أسعار الدجاج واللحمة على المواطنين زاد الوضع صعوبة”.
ويرى المواطن جواد أبو حسين أن ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن أثقل كاهل الناس خصوصاً مع هذه الأوضاع الصعبة”، مشيرا ً إلى أن المجتمع الفلسطيني يعاني منذ بداية الحرب أوضاعا اقتصادية صعبة جراء تعطل الأعمال ومصادرة الاحتلال لأموال المقاصة.
بدورها نفت وزارة الزراعة وجود نقص في كميات المعروض من اللحوم. وقال وكيل الوزارة المهندس طارق ابو لبن في تصريحات صحفية بأن لحوم الخراف والعجل والدجاج اللاحم متوفرة في اسواق الضفة الغربية، وكمياتها تزيد عن حاجة الاستهلاك.
وقال ابو لبن:” هذا العام لدينا وفرة من اللحوم وفائض منها خلال شهر رمضان، لدينا ما يزيد عن 176 ألف خروف، موجودة في المزارع الفلسطينية وجاهزة للذبح خلال هذا الشهر الفضيل، يضاف لها 21 ألف أو 22 ألف خروف تم استيرادها من الخارج، بعضها وصل للسوق والآخر في الطريق، وكل ذلك لسد الاحتياجات، ولكن هذا العام الاحتياج أقل بكثير مما هو متوفر من كميات لحوم في السوق، ونحن نتحدث عن زيادة بنحو 35% عن الاحتياج العام”.
وتابع:” لدينا نحو 200 ألف رأس من الخراف محلي ومستورد، وبحسب خبرتنا السابقة والبيانات المتوفرة لدينا، و وفق عدد السكان ونمط الاستهلاك خلال شهر رمضان تُقدر بأننا نحتاج 125 ألف خروف فقط”.وفي معرض حديثه عن العجول، قال ابو لبن:” أما عن العجول، مع بداية شهر رمضان الحالي، كان لدينا كمية تفوق الاحتياج بقليل، مع امكانية ادخال العجول من الأرض المحتلة عام 48، لزيادة الكمية المتوفرة، بهدف سد الاحتياج، حيث كان متوفر يوم 1 رمضان، 23 ألف عجل، موجود في المزارع الفلسطينية، جاهز للذبح لتوفير الاحتياج، وتشير تقديراتنا الى اننا نحتاج الى 22 ألف عجل خلال شهر رمضان، ولم يتوقف الادخال من داخل الخط الأخضر، وبالتالي نحن نتحدث عن فائض ايضا على لحوم العجل”.
اما عن اللحم الأبيض -الدجاج- وهو الأكثر استهلاكاً، فقال ابو لبن:” لدينا هذا العام فائض كبير نسبياً عن احتياج السوق من الدجاج اللاحم، وذلك بناء على الخطة التي قمنا باعدادها منذ فترة طويلة، حيث سمحنا في زيادة الكميات المدخلة في الانتاج من بيض التفريخ الى الفقاسات والتي زادت من كميات الصيصان المنتجة والجاهزة لادخالها الى مزارع التربية، وسمحنا بزيادة كميات الدواجن الى 200 ألف طير اسبوعياً عن الاحتياج، ونحن نقدر الاحتياج الاسبوعي ما بين 1.15 مليون الى 1.2 مليون طير في الاسبوع، والمتوفر اليوم ما بين 1.37 مليون الى 1.4 مليون طير في الاسبوع طيلة شهر رمضان، وبالتالي نحن نتحدث عن وفرة في جميع أنواع اللحوم ومصادرها، والذي سيكون له تأثير على الأسعار بحسب توقعاتنا.
وحول سعر لحم العجل، أوضح بأن وزارة الزراعة اجتمعت مع الجهات ذات الاختصاص وقامت بحساب التكاليف وحساب سعر عادل او سعر أقل من عادل بالنسبة لطرف البيع، وأكثر من عادل لطرف المشتري، لا سيما في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، وصدرت عن وزارة الاقتصاد قائمة بالأسعار الاسترشادية خلال الشهر الفضيل، تبدأ من الخراف بما لا يزيد عن 80 شيقل للكيلو، و55 شيقل للحم العجل.