الرئيسيةتقاريرالإعلام العبري.. ماكينة شيطنة الفلسطيني عبر الكذب وتزييف الوقائع

الإعلام العبري.. ماكينة شيطنة الفلسطيني عبر الكذب وتزييف الوقائع

رام الله-المحرر-نزار رجوب- منذ إنشاء “اسرائيل” وهي تعمل على ترسيخ إعلام يقوم على الكذب وتزوير الحقائق عبر نشر الدعاية الصهيونية بأن فلسطين هي “أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض”،  بل شعب يبحث عن “حقه التاريخي” في هذه الأرض الممتد من آلاف السنين.

 وفي كل المحطات منذ نكبة عام 1948م، إلى يومنا هذا حاول الإعلام العبري شيطنة الفلسطيني ونزع الآدمية عنه.

ومنذ أحداث السابع من أكتوبر، انطلقت الماكينة الإعلامية الإسرائيلية في حملة  تحريض واسعة، مستخدمة في ذلك كمّاً هائلاً من الإدعاءات والأخبار الزائفة، والتي تلقفتها ونشرتها وسائل الإعلام الغربية، وعملت على ترويج الخطاب ذاته دون التحقق من صحته.

يقول نهرو جمهور الخبير بالإعلام العبري “الاحتلال يخلق رواية مناقضة للواقع، ويزرعها تحديداً في مجموعة من وسائل الإعلام التي تنطق باسم الاحتلال الإسرائيلي، كوسائل الإعلام الأمريكية والغربية”، مدللاً على ذلك على سبيل المثال بما حصل  بمستشفى الشفاء في قطاع غزة، بالتركيز على أنها معقل للعمل المسلح، وليست مكاناً لتقديم الخدمات الطبية.

ويضيف “بعد فترة كشفت أكاذيبهم”، مبيناً أن الهدف من روايتهم الكاذبة هو تضليل الرأي العام، وتقليل الضغط عليهم بسبب حجم جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني.

ولم تقف حدود تزييف الحقائق وشيطنة الفلسطينيين عند وسائل الإعلام، بل تسرب ذلك الخطاب إلى ألسنة قادة وزعماء الدول الغربية حليفة إسرائيل مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، والذين رددوا في خطاباتهم الأخبار الزائفة نفسها التي لا تدعمها أية مصادر موثوقة.

يقول جمهور “الاحتلال يركز على موضوع معين، ويبدأ بصناعة التقارير والفيديوهات التي تخدم مصلحته”.

ويوضح جمهور أن قادة الاحتلال مارسوا الحرب النفسية على الشعب الفلسطيني من خلال التضليل وبث الأكاذيب واختلاق روايات بعيدة عن الحقيقة، مشيراً إلى أن الاحتلال تعمد على سبيل المثال الإدعاء بأن عدد الشهداء الكبير في غزة هم من المسلحين وليسوا من المدنيين.

وهكذا يقوم الإعلام الإسرائيلي بتلبيس الحق بالباطل، وتصوير الضحية جلادًا، والقتيل قاتلاً لتضليل الرأي العام، وقلب الحقائق وطمسها، وفي هذا الإطار يصور الإعلام العبري “إسرائيل” بأنها “ضحية للعنف الفلسطيني”، وأنها محاطة بأشخاص عنيفين يهاجمونها بالحجارة والأسلحة النارية، وأن الصواريخ والدبابات الإسرائيلية تستخدم لحماية المواطنين الإسرائيليين من “العنف الفلسطيني”.

يقول جمهور”حينما يستشهد شخص على حاجز احتلالي معين على سبيل المثال، يتسابق الاحتلال على نشر خبر كاذب مفاده أن الشاب يقوم بمحاولة طعن، ويظهر صوراً تظهر بجانبه سكيناً، أو أنه قام برشق بالحجارة، فرد عليه جنود الاحتلال بالرصاص وقتلوه درءاً لمخاطر عملياً غير موجودة”، منوهاً إلى أن الاحتلال روج كثيراً من الأكاذيب بعد أحداث 7 أكتوبر، مثل رواية الأطفال المقطوعة رؤوسهم التي اختلقها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بنفسه،  فبدأ الإعلام الغربي بترديد رواية الاحتلال دون تحقق، ليبث صورة عن الفلسطينيين بأنهم “دواعش”، نزعت عنهم الإنسانية، وبعد فترة قليلة تم إثبات زيف هذا الخبر وتكذيبه.

ما هو مؤكد أن الإعلام العبري لم يعدً إلا أداة احتلالية في الحرب النفسية التي تشن تجاه الشعب الفلسطيني. يقول جمهور”الإعلام العبري شريك أساسي في الحرب الإسرائيلية على غزة، فهو إعلام عسكري، وغالبية المراسلين العسكريين في إسرائيل هم من خريجي الجيش، يلتزمون بروايته”، نافياً أن يكون هذا الإعلام حراً أو أنه يتمتع بالموضوعية والمصداقية، فالأجهزة الأمنية الاحتلالية تمارس الرقابة على كل المضامين المتعلقة بالإعلام، وتتحكم في نشرها.

وينوه إلى أن الإعلام العبري يمارس الكذب حتى على الشارع الإسرائيلي نفسه،  فكثيراً ما تكذب القيادة السياسية أو العكسرية، ويتجسد ذلك على سبيل المثال من خلال إخفاء عدد القتلى الحقيقي لجنود الاحتلال أثناء العدوان على قطاع غزة، خشية من انقلاب الرأي العام الإسرائيلي عليهم.

وفي ظل انتشار الأخبار الزائفة عبر الإعلام العبري، برز دور مراصد التحقق الفلسطينية لكشف زيف الروايات الكاذبة التي يبثها الإعلام العبري.

ينوه الصحفي بكر عبد الحق مدير مؤسسة “تحقق لتدقيق المعلومات إلى أن مراصد التحقق من المعلومات في فلسطين ظهرت منذ عام  ٢٠١٥، وتطورت  سريعاً،  وهي مراصد  يقوم عليها باحثون وإعلاميون متخصصون في تدقيق البيانات والمعلومات، وهدفها التحقق من مضامين ما بعد النشر،  أي الوقوف على صحة المعلومات المتداولة في الفضاء الرقمي والحد من التضليل والأخبار المزيفة.

ويؤكد أن وسائل الإعلام تمتلك القدرة على تأطير الواقع ضمن سياسة معينة  بهدف اختراق العقول، مشيراً إلى أن بعض وسائل الإعلام تتعمد الكذب والتضليل، وهو تماماً ما تفعله “إسرائيل” عبر إعلامها.

ويلفت إلى أن أحد الأسباب التي تساعد الاحتلال على تحقيق ذلك ضعف المحتوى الإعلامي الرقمي الفلسطيني والعربي، وعجزه عن منافسة قوة المضامين الإسرائيلية وتأثيرها الدولي، حتى إن كانت تستند على معلومات مضللة وزائفة.