نابلس- “المحرر”- تقرير: براء حرازنة
لا صوت يسود المكان سوى الأصوات المزعجة والضجیج الذي یصدح بين منازل المواطنین في قريتي جماعين وعوريف جنوب نابلس، ناھیك عن الأضرار الصحیة التي قد تصيب الأهالي بسبب أصوات آليات “المحاجر” وما تنتجه من ضوضاء وغبار تهدد صحة الإنسان والبيئة.
ورغم أھمیتھا بالنسبة للاقتصاد الفلسطیني كون منتجھا یعد الذھب الأبیض، والتي تمثل مصدر دخل لأكثر من 10 آلاف عامل، لكن قربھا من منازل المواطنین أصبحت مصدر أرق كبير سبب لهم المعاناة بحياتهم اليومية.
قلق وخطر.. على الصحة والبيئة
في منازل لا یمكن فتح نوافذھا جراء الغبار الذي یغطي المكان، وأصوات الآلیات المزعجة، يعيش الكثير من أهالي قریتي جماعین وعوریف جنوب نابلس حياة ملؤها المعاناة، وسط خشيتهم على صحتهم وبخاصة جهازهم التنفسي.
تقول المواطنة “أم ینال” من قریة عوریف لـ”المحرر”: “إن المحاجر تعد مصدر ضجیج في صباحنا الباكر، وحتى ساعات المساء، فضلاً عن عدم القدرة على فتح النوافذ بسبب الغبار المنبعث والمتطایر منها، ودخوله إلى المنزل، والذي قد یؤثر على الأطفال الصغار والرجال الكبار في السن”.
ويوضح المواطن رضوان السفري لـ”المحرر”، أن الغبار المنبعث من أعمال المحاجر ھو خطر كبیر یھدد أشجار الزیتون، ویمنع نمو نباتات القمح والشعیر والخضروات.
ويؤكد السفري أن عدة مواطنین أصیبوا بـ”الربو”، وضیق التنفس بسبب غبار المحاجر، وعدم وجود عازل آمن بین البیوت والمحاجر.
لا أمان!
بالنسبة للمواطن عمار شحادة من قریة عوریف، فإنه يؤكد في حديثه لـ”المحرر” أن الأهالي باتوا لا یشعرون بالأمان على أبنائهم، فضلاً عن تضرر المنازل وقواعدها، بسبب الانجرافات، ما قد یسبب انھیارات وتصدعات للمنازل القریبة من ھذه المحاجر، بينما يبدو شحادة قلقًا من توسع تلك المحاجز ومحاصرتها للمنازل.
ويجمع الأهالي على أن ھذه المحاجر باتت خطرًا حقیقيًا لیس فقط على حیاة الإنسان، بل الحیوان والأشجار، مؤكدین أن المكان لا یصلح للعیش إذا استمرت ھذه المحاجر بالعمل في المناطق المأھولة سكانیاً.
يؤكد المواطن ناصر سحجة من قرية عوريف في حديثه لـ”المحرر” أن تحویل بعض المحاجر إلى مكان لحرق ومكبٍ للنفایات الصلبة یزید خطورة الوضع على المواطنین والبیئة والأشجار والحیوانات في قریة عوريف، ناھیك عن تضرر المحلات التجاریة نتیجة مرور الشاحنات والآلیات الضخمة التي تمر في الطرقات وأزقة القریة.
تتشارك قریة جماعین المعاناة والخطر ذاته مع قرية عوريف، حيث يؤكد المواطن محمد محمود في حديثه لـ”المحرر”، أن الحجارة أصبحت ملقاه في الشوارع بعد سقوطها من الشاحنات، بسبب الأحمال الزائدة، ودون مراعاة معاییر السلامة والأمان سواء في المحاجر أو الشاحانات التي تعمل فیھا.
مطالبات بإغلاق المحاجر
لا حل أمام أهالي عوريف وجماعين سوى مطالبة المجالس المحلية بالعمل على اتخاذ قرارات سریعة وفوریة لإغلاق ھذه المحاجر قبل قدوم الصیف، نظرًا لما ستسببه تلك المحاجر من زیادة بالمخاطر على حیاة المواطنین.
من جانبه، يؤكد رئیس مجلس قروي عوریف مازن شحادة في حديثه لـ”المحرر” أن المجلس اتخذ قرارًا بإصدار مخالفات بإیقاف المحاجر إلى حین بناء جدار وسیاج فاصل بینها وبين منازل المواطنین، علاوة على وجود محاولات لوقف البناء قرب المحاجر في القریة.
في المقابل، ينفي “أبو العبد” صاحب أحد المحاجر في حديثه مع “المحرر”، وجود تحرير أية مخالفات بحق محجره، بينما يشير إلى أن محجره بعيد عن السكان، حيث يقع بين جماعين وحوارة، كما أكد أنه حين حدوث انهيار صخري قبل فترة قصيرة جرى إبلاغ مجلس قروي جماعين بذلك.
يشار إلى أن عدد المحاجر في فلسطین، بحسب معطيات حصل عليها “المحرر” تبلغ 252 محجرًا، 96 منها في محافظة نابلس، بينها 60 محجرً في قریة جماعین، و9 محاجر في قریة عوریف.