أكد في لقاء مع “المحرر” أن رؤية جثمان الشهيدة أبوعاقلة في ثلاجة الموتى مشهد لا ينسى
أريحا-المحرر-آلاء رجا- كشف الصحفي الميداني عادل أبونعمة النقاب أنه كان شاهداً على جريمة تنكيل الاحتلال لجثث المقاومين خلال تغطيته للاقتحامات في مدينتي نابلس وجنين ومخيماتهما.
(35) عاماً مرت وعادل مازال يواصل عمله الخطر في تغطية الأحداث الميدانية، ليتحدث في لقاء خاص مع “المحرر” عن أصعب المواقف والمشاهد التي مر بها خلال حياته المهنية.
مشاهد عالقة في الأذهان
وحول المشاهد الصعبة التي كان شاهداً عليها يقول “في الفترة الأخيرة قمت بتغطية الأحداث في مدينتي جنين ونابلس ومخيماتها، وكنت شاهداً على عمليات تنكيل الاحتلال لجثث المقاومين، بالإضافة إلى تغطية تظاهرات وداعهم من قبل أقاربهم وأحبائهم إلى مثواهم الأخير”، مشيراً إلى أن هذه المشاهد تركت أثراً نفسياً سلبياً في داخله.
ويضيف “من المشاهد الصعبة التي بقيت عالقة في ذهني هو رؤية جثمان الزميلة الشهيدة شيرين أبو عاقلة في ثلاجة الموتى، وكذلك حادثة استشهاد الطبيب الدكتور عبدالله أبو تين في جنين فقد كانت الحادثتان مشهدين لا ينسيان”، منوهاً إلى أن ما يمر عليه وزملاؤه الصحفيون الميدانيون مواقف تجعلهم يعيشون في قلق دائم حتى خلال منامهم.
ومن المشاهد الصعبة التي مر بها أبو نعمة العديد من حوادث الاستشهاد منها استشهاد سليمان أبو سرور إثناء إطلاق النار عليه من قبل جنود الاحتلال، منوهاً إلى أن الحادثة وقعت على بعد مئة متر من مكان تواجده إذ كان ينزف إلى حين استشهاده ما ترك ذلك أثراً سلبياً في نفسيته.
ايجابيات العمل الميداني
أما حول رؤيته للايجابيات التي يتركها العمل الميداني عند الصحفيين فيقول “نحن نفضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي رغم الخطورة التي نتعرض لها كالاعتقال والتحقيق الميداني والاحتجاز لساعات طويلة تحت أشعة الشمس، بالإضافة إلى تعرض الصحفيين لإصابات مباشرة سواء من خلال إصابتهم بالرصاص أو استنشاق الغاز”، مشيراً إلى أن الصحفيين يؤدون رسالة سامية من خلال عملهم تتمثل بكشف الحقيقة ونصرة قضية بلادهم.
اعتداءات على الصحفيين
ومن الاعتداءات التي يتعرض لها الصحفيون يقول أبونعمة” الاحتلال يحاول باستمرار منعنا من التصوير، فكثيراً ما يطلقون علينا النار، أو يقومون بايقافنا عن استخدام الكاميرا أو يطلقون قنابل الغاز وأحياناً يحتجزونا لمنعنا من إكمال تغطية بعض الأحداث ويحاولون شطب المادة المصورة”.
ويضيف “أصبت أنا عدة إصابات، وأخطرها كان خلال تغطية اعتداء للمستوطنين في احدى قرى محافظة رام الله والبيرة، إذ أطلق المستوطنون النار على كل المتواجدين، وأصبت حينها في رجلي بطلق ناري، وعدت بعد أسبوع لممارسة عملي، أما الإصابات الأخرى فكانت بالرصاص المطاطي واستنشاق الغاز”.
ويخلص أبو نعمة إلى القول بأن الاحتلال لا يميز بين صحفي ومسعف ومواطن ومقاوم فهو يستهدف كلما هو فلسطيني.
وحول تأثير عمله على أسرته، يوضح أبونعمة أنه عندما يخرج إلى جنين أو إلى أريحا عند الثالثة فجراً فإن أسرته تبقى قلقة خوفاً من أن يتعرض إلى القتل أو الاعتقال على يد الاحتلال، مشيراً إلى أنه حينما يعود للبيت يعمل على إخفاء الفيديوهات القاسية من هاتفه النقال حتى لا يرى ابنه المشاهد الدموية التي قام بتصويرها.