نابلس -المحرر – اسراء رواجبة- رغم تراجع كثير من المهن التراثية واندثار مهنة صناعة مكانس القش التقليدية، إلا الحاج صبري دويكات (76) عاماً مازال محافظاً ومتمسكاً بمهنة المكانس التي توارثها عبر الأجداد، وبدأ العمل بها منذ قرابة نصف قرن.
بخفة يديه، وبين كومة من القش، يجلس دويكات ينسق الأعواد ويرتبها واحدة تلو الأخرى كي يصنع منها حزمة لتأخذ شكلها النهائي.
ويشير دويكات وهو صاحب ورشة صناعة القش في قرية روجيب بمحافظة نابلس إلى أنه تم تأسيس المخازن التي يعمل بها منذ عام 1973، إذ كان يعمل بها ستة عاملين، ولكن قلّ عددهم إلى اثنين، واستمر الحاج صبري بالعمل في ورشته إلى يومنا هذا ليحافظ على تراث الأباء والأجداد.
ويقول إنه يتم جلب القش من نبتة الكناس التي تزرع في سهول الضفة الغربية، ويتم حصادها من قبل الفلاحين القرويين في بيت فوريك، ويقوم صناع المكانس بشرائها منهم للتصنيع.
ويضيف الحاج صبري أنه من وراء هذه المهنة التي توارثها عن جده استطاع أن يوفر لقمة عيش أسرته ويقوم بتعليم أبنائه العشرة (ذكوراً وإناثاً).
تتم مراحل عمل تصنيع المكانس من خلال وضع القش في الماء لمدة (12) ساعة حتى يكسب الليونة لتسهيل عملية التصنيع.
قبل عشرات السنين كان في قرية روجيب الواقعة شرقي نابلس ما يقارب العشرين ورشة تقوم بصناعة مكانس القش، إما اليوم فلم يعد يعمل بها سوى القليل، إذ اصبح الطلب عليها بعد الانتفاضة الثانية أقل بكثير وأصبحت زراعة القش قليلة جداً، وانخفض الطلب على هذه المكانس استبدالاً بالمكانس البلاستيكية والكهربائية المستوردة من الخارج إلى الأسواق الفلسطينية.
كان الحاج صبري يصدر ما يقارب الـ(15) ألف مكنسة إلى أسواق العاصمة الأردنية عمان، ولكن من بعد ذلك توقف التنسيق بين الجانب الأردني واسرائيل بهذا الخصوص، وأصبح البيع فقط في مدن الضفة الغربية.
في ظل تطور الصناعات، وقلة الاستخدام لا تزال المكنسة التقليدية تنتج إلى يومنا هذا، ويطمح الحاج صبري من خلالها إلى المحافظة على تقاليده، وما ورثه عن والده، وقال إنه ليس هناك مستقبل لهذه المهنة، لكنه يأمل أن تبقى متوارثة للأعوام القادمة، وأنه لا بديل عن مكانس القش.